top of page

الصفّ كصورة مصغّرة للواقع- مواجه سلوكيات وتفوهات عنصرية في الصف

يسرّ قسم التربية في جمعية حقوق المواطن في إسرائيل أن يُقدّم للمربيات والمربين مقالا مهم لمرسيلو فكسلر. مقالٌ يقترح توجّهًا جديدا ويعرض طُرقا تربوية للتعامل مع توجهات سلوكية عنصرية في الصفّ وفي كل ألأطر التربوية آخر.

الحاجة إلى كتابة وتطوير أدوات تربوية استدلالية لمواجهة تفوّهات وسلوكيات عنصرية للتلاميذ طالعتنا من الحقل, من جانب معلمات ومعلمين مهتمين شاركوا في استكمالات ونشاطات بادرت إليها جمعيتنا في السنوات الأخيرة. أشار المشاركون مرات عديدة إلى أنهم لا يملكون ما يكفي من أدوات عمل تربوية لمعالجة حالات يسلك فيها التلاميذ سلوكا يقوم على التمييز أو يتفوهون بشكل عنصري تجاه تلاميذ آخرين ومجموعات أخرى في المجتمع الإسرائيلي. وقد أكّدوا أن عدم توفّر الأدوات التربوية اللازمة يُفضي بالمربين والمربيات إلى تجاهل أقوال كهذه خلال سير الدرس خشية التورّط في نقاشات مشحونة وخلق أجواء ثقيلة في الصف، أو خشية إضاعة الوقت المطلوب لتدريس الموضوع. تساءل بعضهم هل من مسؤوليتهم أو وظيفتهم كمعلمين مهنيين أن يعقّبوا على أحداث كهذه في حصّة ليست حصة تربية أو حصة في المدنيات.

 

إننا على اعتقاد بأن التصدي لسلوك أو قول عنصري أو مناهض للديمقراطية من جانب التلاميذ ينبغي أن يكون جزءا لا يتجزأ من عمل كل العاملين في سلك التربية. غياب الردّ من المربين على أقوال وأحداث عنصرية ـ خاصة ما يحصل منها خلال الحصّة ـ من شأنه أن يعزّز وجهات النظر العنصرية وأن يعطي شرعية اجتماعية لهذه الظاهرة الخطيرة. بهذا المعنى، يُمكن أن نرى إلى “الحوادث العنصرية” على أنها فرصة تربوية لسيرورة تعلم جدّية لمناهضة للعنصرية. من المهم أن نُشير في هذا السياق إلى التغيير الجدّي في تعريف مصطلح العنصرية: العنصرية لا تعرّف اليوم حسب مؤشّرات بيولوجية فقط، بل على أساس خصائص اجتماعية وثقافية. يعرف يهودا شنهاب مثلا أن العنصرية يُمكن أن تكون موجّهة نحو مجموعات مختلفة في المجتمع وأن “الآخر” يُمكن أن يكون أي شخص من أفراد المجتمع. يقترح شنهاب أن نعرّف العنصرية على النحو التالي: “أن يعزو أحدهم صفة الدونية لشخص أو مجموعة، على أساس صفات نمطية مُصاغة بلغة من الحقل البيولوجي أو الاجتماعي او الثقافي. ضمن الخطاب العنصري تُعتبر هذه الصفات وضيعة وغير قابلة للتحول وجوهرية في هذه المجموعة”. إن تقاطعات ظاهرة العنصرية في أيامنا تُضيف تحديات إضافية على ما يُواجهه العاملون في التربية.

التعامل التربوي الجدّي والمعمّق مركّب حاسم في التربية ضد العنصرية في كل إطار تربوي لأن التربية ضد العنصرية هي سيرورة شموليه (هوليستية) ينبغي أن تتغلغل في كل العملية التربوية ومركّباتها: البيئة المدرسية، مواضيع التعليم المختلفة، التربية الاجتماعية ومواجهة مظاهر عنصرية أثناء العملية التربوية. من الواضح لنا أنه مناهضة ظاهرة العنصرية ليس من مسؤولية المربين وحدهم لكن بدون تدخّل المربين ـ فإن المعركة ضد العنصرية في الدولة لن تتكلل بالنجاح.

تواصل هذه الكرّاسة النهج الفكري للحقائب التربوية المختلفة التي أصدرناها في السنوات الثلاث الأخيرة في موضوع التربية ضد العنصرية بهدف إغناء المعرفة القائمة والأدوات التربوية في هذا المجال، وتشجيع أطر تربوية ومربين للمشاركة الفاعلة في التصدّي للعنصرية. كذلك، يعكف قسم التربية هذه الأيام على كتابة وتطوير مواد أخرى تتصل بمواضيع تدريس أخرى. توفّر جمعيتنا، إضافة إلى هذه المواد، ورشات متنوعة ونشاطات في موضوع: استكمالات المعلمين ومؤتمرات وطاولات مستديرة وما إلى ذلك.

وُلد هذا المقال بعد سلسلة من النقاشات المعمّقة أجريناها في قسم التربية حول الموضوع وسُبل مواجهة العنصرية في المدرسة. بحثنا خلال هذه النقاشات أسئلة ومعضلات تربوية طرحها في هذا السياق مربيات ومربون. أنتهز الفرصة لأتقدم إليهم وإلى كل المركّزات والمركّزين بالشكر على إسهامهم الهام في هذه النقاشات. هذا المقال محاولة للتعامل مع الأسئلة والمعضلات ذاتها التي تتصل بالعنصرية في المدرسة. نشكر مرسيلو فكسلر  المستشار التربوي لقسم التربية الذي أخذ على عاتقه مهمة كتابة هذا المقال المُحكم.نتوجه أيضا بالشكر لدكتور كوثر جابر لمساعدتنا في ترجمة المصطلحات.  يسرنا أن نتلقى منكم ملاحظات حول مضمون المقال، ويسرّنا أكثر أن تشاركونا تجربتكم في مواجهة العنصرية في أوساط التلاميذ والشبيبة.

أملنا أن يُسهم هذا المقال في إغناء المعرفة وتعزيز القدرة لدى المعلمين على الاشتغال بمواضيع مركّبة ومواجهة العنصرية في أوساط تلاميذهم.

لقراءة المقال كاملا : اضغط هنا

bottom of page