انطباعات ومقالات مربّين شاركوا في المشروع
مربّون يعبّرون عن تجربتهم في مشروع: “أطفال يرسمون حقوق الإنسان“
شكرًا لمن يدافع عن حقوق الإنسان
إننا نعتقد ونؤمن إيمانًا لا لبس فيه بأن الدفاع عن حقوق الإنسان هو مهمة أخلاقية بحتة، كما أنّه مهمّة إنسانيّة، وخصوصًا إذا انطلق هذا الدفاع من وحي الدافع الإنساني للبحت الذي ينطلق من الجانب الفطريّ الذي خلق الله الناس عليه- بغضّ النظر عن هويّة الإنسان الذي يراد لنا أن ندافع عنه- لأنّنا نعتقد أنّ ذلك يلتقي مع القيم الإنسانيّة التي تتحرّك في خطوط الثقافات البشريّة جمعاء التي تحثّ على القيم الأخلاقيّة والروحيّة، وفي سعيها لحماية الإنسان.
إنّنا نعتبر مميّزات كلّ ثقافة (دينيّة، فكريّة، اجتماعيّة وسلوكيّة) جاءت من أجل الإنسان وأنّ الله ألهم الإنسان كيف يوظّفها، وكيف يوظّف كلّ ما في الكون لخدمته، ولم يأتِ الإنسان لخدمة الكون، وإنّ الفطرة التي فطر الله الناس عليها تمثّل حركة خير وعدل لحفظ الإنسان وضمان حقوقه.
من هنا فإنّنا نبارك كل~ عمل يُسعى من خلاله تحقيق العدل والحفاظ على الإنسان، لاسيّما جمعيات حقوق الإنسان التي تدأب في تحقيق هذه الغاية وجعلها منهاجًا وسلوكًا مُذوَّتًا في الإنسان والشعوب.
في هذا المجال كانت لنا تجربة قيّمة مثرية وهادفة مع جمعيّة حقوق الإنسان. خضنا هذه التجربة من خلال برنامج “أطفال يرسمون حقوق الإنسان” الذي شاركت فيه مدرسة الصدّيق الابتدائيّة في الفريديس. سعى القائمون على البرنامج إلى عرض وكشف ماهيّة عمل الجمعيّة وكيفيّة سعيها إلى تحقيق وتحصيل حقوق الإنسان عامّة، وكذلك للفئات المستضعفة وخاصّة النساء والأطفال. لمسنا من خلال البرنامج وورشات العمل أنّه لمن المؤسف والمحزن أن نرى أنّه في كثير من البلدان تُعامل هذه الفئات من الناس معاملة مزرية ومهينة، معاملة كلّها ظلم، قهر واستغلال دون مراعاة حقوقها، أو حتّى الأخذ بعين الاعتبار إنسانية الإنسان ودون حفاظ على كيانه وفطرته الإنسانية التي خلقه الله عليها.
لقد سعى مرشدو الجمعيّة بواسطة برنامجهم ومن خلال عملهم في المدرسة إلى تعريف التلاميذ بحقوقهم الإنسانية ليستطيعوا التمييز بين ماهيّة حقوقهم الطبيعية التي لا بدّ أن ينالوها، وبين كلّ محاولات الاستغلال لهذه الحقوق وتوجيهها وفق ما ترتضيه رغبات ومصالح الآخرين المستكبرة والطاغية.
إنّنا، ومن خلال هذه التجربة البنّاءة نقول إنّه مهما اختلفت توجّهاتنا التربوية في بعض مرتكزاتها أو أساليبها في مسألة تذويت موضوع حقوق الإنسان، ونتيجة اختلاف الفلسفة التي ترتكز عليها مؤسّساتنا التربويّة، إلّا إنّ تعريف أبنائنا بهذا الموضوع وطرحه أمامهم والتحاور معهم حوله، يضع القواسم المشتركة بالنسبة لتعريف ما هي حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق نقول أيضًا إنّنا نحتاج إلى خلق حوار وتواصل دائم مع تلاميذنا في موضوع حقوق الإنسان، وخصوصّا في زمن زادت فيه الفوضى وعدم الوضوح، وصرنا فيه أقرب إلى خلط الأمور وتوظيف البعض لهيمنة وسلطة من اجل قهر الآخرين وإخضاعهم دون أي اعتبار لإنسانيّتهم أو حقّهم في العيش، ولذلك نحن نرى أنّ الحوار هو لغة الثقافات وهو السبيل الأجدى لمواجهة هذه الفوضى العارمة.
إنّنا نثمّن غاليًا البرامج التربويّة التي تديرها جمعيّة حقوق الإنسان وكذلك كلّ من يعمل ويجتهد في تربية أبنائنا على الفضيلة والأخلاق العالية، لأنّنا إذا عجزنا عن بناء أجيال حرّة وعقول واعية ومنفتحة على المستقبل، لن نستطيع أن نواجه المحن والفوضى التي تسود مدارسنا ومجتمعنا.
خالد فرحان
مربٍّ ومستشار تربويّ
مدرسة الصدّيق الابتدائيّة – الفريديس
مدرسة عمر بن الخطاب مجد الكروم، في سبيل تنشئة جيل واعٍ لحقوق الطفل
مشروع حقوق الطفل هو من البرامج الوقائيّة التي تُنفّذ في المدرسة، إذ نشارك في المشروع منذ سبع سنوات إيمانًا منّا بأهمّيّته وبأهمّيّة حماية حقّ كلّ تلميذ وتلميذة في التعليم، وتشجيعهم على التعلّم بما يتناسب ومستوياتهم. تنمّي هذه الفعّاليّات القيّمة شخصيّة تلاميذنا وتشجعّهم ليكونوا رواد وأعمدة المستقبل، وعامًا بعد عام يثبت هذا المشروع مدى وعي تلاميذنا بما يجري من حولهم وقدرتهم على عكس مواقفهم في أعمال فنّيّة رائعة. يعتبر المعرض عينة من هذه الأعمال وهذه اللوحات هي أعمال صادقة تحترم وتقدّس الحقوق، كونها تنبع من داخل كلّ طفل وتظهر في كلّ رسمة، والرسمة هي عالم قائم بذاته يتحدّث عن شخصيّته. علينا أن نعمل معًا لإتاحة فرصة وتوفير إطار مناسب للتحدّث مع التلاميذ حول قضايا حقوق الطفل والإنسان، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم لتنشئة جيل واعٍ.
انضمّت المدرسة للمشروع عن طريق الفنّان سلام ذياب والسيّدة نداء خليليّة اللذين رافقا المدرسة عدّة سنوات في تطوير المشروع وإنجاز المعارض المدرسيّة واللوحات الفنّيّة والمحاضرات القيّمة للأهالي والمربّين.
على مدار سنتين فاز تلاميذ من المدرسة في المعرض القطريّ للرسومات الذي أقيم في سخنين وفي كفر قاسم، كذلك ألّف تلاميذ المدرسة بكتابة شعارات وعلّقوا لافتات ورسومات فنّيّة في أروقة المدرسة شملت حقوق الطفل، مثل: الحق في المساواة، الحق في الاحترام جدير بالذكر أنّ تلاميذ المدرسة وفي إطار العمل الجماعيّ قام التلاميذ بجمع أكثر من ألف قطعة من الفسيفساء في رسمة تجسّد التعاون والاتّحاد بين التلاميذ بالرغم من اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم المختلفة.
إنّ هذه تجربة فريدة من نوعها نقوم بتنميتها عامًا بعد عام بالرغم من عدم تمويل المشروع من قبل الجمعيّة، إيمانًا منّا بأهمّيّة المشروع، ولا ننسى أن نشكر في هذا المقام السيد سلام ذياب، الفنّان الذي يأبى إلا أن يكون اليد الداعمة والمرافق الأول للمشروع.
منال سرحان – حجازي
مستشارة تربويّة في مدرسة عمر بن الخطّاب، مجد الكروم