” نظر بدهشة وحيرة الى وجه سائق الحافلة الغاضب ثم نظرا الى داخل الحافلة من جديد كانت كل الوجوه بيضاء وكانت كلها تحدق به.”
بحثت عن كتاب للأطفال يعالج قضية العنصرية ويتعلق بالواقع الذي نعيشه. أنا أقصد العنصرية ضد الأقليات، وخاصة ضد العرب داخل دولة اسرائيل، الذين أعتبر واحدًا منهم. فوجئت بعدم إيجاد أيّ منها (أو ربما هناك كتب لا اعرف عن وجودها).
لذلك فانا أوصي بكتاب يعكس حالة شبيهة؛ بأكثر من معنى؛ بالواقع في قطاع غزة والضفة الغربية. بسبب الفقر، هناك الكثيرون من سكان القطاع والضفة مضطرون للعمل داخل اسرائيل في ظروف سيئة، فقط من أجل إعالة أنفسهم وأولادهم بصورة محترمة.
أنا أوصي بكتاب “رحلة الى يوهانسبورج” للكاتبة بيفرلي نايدو.
يصوّر الكتاب رحلة شاقة يقوم بها شقيقان (ناليدي وتيرو) من أرياف جنوب أفريقيا إلى مدينة يوهانسبورج،؛ حيث تعمل والدتهما؛ لإبلاغها بمرض أختهما الصغيرة (دينيو). تسود رحلة الشقيقين حالة من الخوف الشديد من أفراد شرطة نظام الأبارتهايد خشية القبض عليهما لأنهما لا يحملان التصريح اللازم، ولكنهما في النهاية، وبعد نضال مرير، يُحققان الهدف الذي قطعا من أجله كل هذه المسافة وهو إخبار الأم بمرض اختهما.
في رحلة الشقيقين للقاء أمهما، يأخذنا الولدان في رحلة نرى من خلالها المعاناة التي سببها نظام الأبارتهايد على المستوى الاجتماعي والانساني. قراءة الكتاب تُجسّد مدى إصرار الجيل الشاب في جنوب افريقيا على النضال ضد هذه الظروف.
يقول الطفل عند سؤاله عن عزمه للقاء أمه رغم الصعوبات:
“امي موجودة .. موجودة هنا في كيب تاون ,, وقد كانت في قلبي قبل كيب تاون . صحيح اني لا اعرفها ولم تربني !! ولكني تربيت على وجود روحها حيث كانت “.
اياد ع. مداح
مُترجم وكاتب أدب أطفال صدرت له عدة قصص باللغة العربية “نيروز، عصفور وسمكة، قرية وقمر مستدير”. وقام بترجمة عدة قصص أطفال من اللغة العبرية والانكليزية للعربية ضمن مشروع مكتبة الفانوس منها ” ابتسامة أمير، لماذا أشعر كل ليلة بالتعب، أرنوبية، النشال الصغير…”.