تزويج الأطفال- لجنة العمل للمساواة في قضايا الأحوال ألشخصيه, كتابة خلود ادريس-جمعيه حقوق الموطن.بإشراف -أشرف صبيحات
لقصة الاطار كاملة : ظاهرة تزويج الأطفال
تشكِّل ظاهرة تزويج الأطفال، أحد أهم العوائق التي تقف أمام فتاتنا العربية لتحدّ من تقدّمها ومن بناء مجتمع يرتكز على أسس سليمة. تشير المعطيات(بحسب دائرة الإحصاء المركزية,2007) إلى أن 25% من فتياتنا العربيات يتزوجن دون سن أل 18 و37% يتزوجن دون سن ال19,أي أن 1من كل 4 فتيات يتزوجن دون أل 18 و 1من كل 3 يتزوجن دون ال19 سنه!
التعبير المتداوَل في مجتمعنا لتزويج الأطفال هو تعبير “الزواج المبكر”. نعتقد أن اصطلاح “تزويج الأطفال” بإمكانه أن يعبِّر بشكل أفضل وأدقّ عن المعنى الحقيقي للظاهرة، هو “تزويج” وليس “زواج”، لأنه يفتقد إلى عنصر الإرادة. فبشكل عام، يتم التأثير على الفتاة أو الفتى للقبول بفكرة الزواج من طرف ثالث –الأهل، الأصدقاء- بمختلف وسائل الإقناع . حتى في حال اقتناع الفتاة أو الفتى، فمن الصعب أن نتحدث عن إرادة، لفقدان القدرة على اتخاذ القرارات لعدم اكتمال البلوغ النّفسي والعاطفي والاجتماعي. من جهة أخرى نعتبره تزويجاً “لأطفال”، لأنَّ المواثيق الدّوليّة تعرّف الطّفل، بأنّه: كل من هو دون سن الثامنة عشرة.
يختلف سن الزواج بناءً على القوانين والأعراف الدينية لكلّ طائفة من الطوائف، رغم أن القانون الإسرائيلي (قانون سن الزواج) قرر سن موحد لجميع المواطنين على اختلاف أديانهم وطوائفهم ، هنالك تباينات بينها طبقا لتشريعات الدين وبالتالي نلاحظ كثيرا أشكالا مختلفة من تزويج الأطفال التي تناقض القانون ولا تجد لها معالجة من قبل السلطات المختصة أو من قبل قيادات المجتمع السياسية، الاجتماعية او الدينية أو من قبل جمعياته الأهلية.
ظاهرة تزويج الأطفال لها انعكاسات سلبية على الفتاة بالنواحي التعليمية، المهنية، النفسية ، الصحية والحياة العائلية. وهي ذات علاقة بالعديد من مصطلحات المدنيات التي تعلمتها مثل حقوق الإنسان، سلطات الحكم المحلية والمركزية ، جهاز فرض القانون، التعددية، التشريعات والشرائع .