آخر تحديث في تاريخ 20/12/2018
مقدّمة
تحيّة وبعد،
التعدّديّة، الاحتواء، التسامح والتربية للتعدّديّة الثقافيّة هي قيم راسخة في لبّ حقوق الإنسان. كما أنّها هامّة وذات صلة بالنسبة إلى جميع المربّين والمربّيات أينما كانوا. تزداد هذه القيم أهمّيّة إزاء الواقع الذي يميّز المجتمع في إسرائيل الذي يضمّ جهازي تربية منفصلَين، بحيث أنّ فرصة اللقاء بين الطلّب/ الطالبات العرب/يّات واليهودد/ يّات نادرة جدًّا.
نشهد في السنوات الأخيرة تفشّي وجهات نظر عنصريّة تنعكس في التشريعات التي تقلّص الحيّز الديمقراطيّ أيضًا.
في هذه الأيّام بالذات، بعد سنّ قانون القوميّة الذي عمق التصدّع العربيّ-اليهوديّ، فإنّ المؤسّسات الأكاديميّة عامّة، ومؤسّسات تأهيل المعلّمين والمعلّمات خاصّة، يُفترض فيها أن تبذل جهودًا كبيرة في النهوض بالتربية للتعدّديّة الثقافيّة والاستفادة من كلّ إطار ممكن بهدف تشجيع الحياة المشتركة. من دون لقاء حقيقيّ مبني على أسُس المساواة بقدر الإمكان، سنواصل العيش الواحد بجانب الآخر والواحدة بجانب الأخرى، وليس الواحد مع الآخر والواحدة مع الأخرى.
أدركت أطراف أخرى، بما في ذلك رئيس الدولة، من خلال مبادرة “الأمل اللإسرائيليّ” أنّ الطموح إلى تعزيز الحياة المشتركة هدف حيويّ اليوم. في هذا المجال، تعمل جمعيّة حقوق المواطن في إسرائيل على تشجيع المؤسّسات التعليميّة عامّة، ومؤسّسات التعليم العالي خاصّة، على المبادرة ببرامج حول هذا الموضوع وتنفيذها في إطار برامج تأهيل المعلّمين/ المعلّمات.
كتب ورقة الموقف اثنتان من المحاضرات البارزات والباحثات في تأهيل المعلّمين، واقترحتا فيها، إلى جانب التحليل النظريّ، 23 توصية عمليّة. هذه الوثيقة هي ثمرة تعاون مشترك ومستمر بين قسم التربية والتعليم في جمعيّة حقوق المواطن في إسرائيل ومؤسّسات تأهيل المعلمين والمعلّمات، كما أنّها نتاج سيرورات التفكير والخبرة المتراكمة لدى كلّ من جمعيّة حقوق المواطن والكاتبتَين.
على مدى العقود الثلاثة الماضية تناول قسم التربية والتعليم في جمعيّة حقوق المواطن تعزيز التربية لحقوق الإنسان. يشمل عمله في هذا المجال ما يلي أيضًا: تطوير وتعليم مساقات أكاديميّة في مجال التربية لمناهضة العنصريّة؛ تطوي توجّه تربويّ وأدوات عمليّة للمربّين والمربّيات؛ قيادة مؤتمرات أكاديميّة في موضوع التربية لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطيّة؛ تقديم الاستشارة والتوجيه لمؤسّسات تأهيل المعلّمينوالمعلّمات وغيرها.
أودّ أن أرفع خالص شكري إلى الدكتورة ورود جيّوسي والدكتورة غاليا زلمنسون – ليڤي على عملهما الشامل والجوهريّ وعلى صياغة التوصيات الملفتة للنظر في ورقة المواقف؛ موظّفي وموظّفات قسم التربية والتعليم في الجمعية ومدير القسم، شرف حسّان، على عمله المهنيّ الطويل الأمد في مجال النهوض بالتربية لحقوق الإنسان في جهاز التربية والتعليم وفي التعليم العالي؛ الدكتور مارسيلو ڤكسلر، المستشار الأكاديميّ في قسم التربية والتعليم في جمعيّة حقوق المواطن في إسرائيل، على الشراكة في المسيرة والموقف الأخلاقيّ التربويّ الثابت، وإلى شريكاتنا وشركائنا في الوسط الأكاديميّ الذين قدّموا لنا مساهمة كبيرة من خلال مشاركتهم/ نّ في جلسات تناولت ورقة الموقف، ومن خلال الملاحظات التي أبدوها / أبدينها والأفكار التي طرحوها/ طرحنها طوال سيرورة صياغة وثيقة ورقة الموقف.
نأمل أن تستفيدوا/ تستفدن من ورقة الموقف وأن تساعدكم/ نّ في قيادة التغيير في جهاز التعليم العالي، ثمّ المجتمع
الإسرائيليّ لاحقًا. يُحبّذ أن يبدأ هذا التغيير في مسارات تأهيل المعلّمين والمعلّمات التي ستمهّد الطريق لجيل المستقبل في جهاز التربية والتعليم وزملائهم/ زميلاتهنّ في الكلّيّات والجامعات.
يمكنكم/ نّ التوجّه إلى قسم التربية والتعليم في جمعيّة حقوق المواطن في إسرائيل من أجل الحصول على المساعدة
في تنفيذ التوصيات، المرافقة وتقديم الاستشارة لأعضاء هيئة التدريس والطلّب والطالبات في المواضيع التي تتناولها التوصيات.
شارون أبراهام-ڤايس،
المديرة العامّة لجمعيّة حقوق المواطن في إسرائيل