نشاط الشبيبة لتدعيم حقوق الإنسان-دكتور نعمي يوسفسبرج
تعلّم عن قضايا اجتماعية دون تشجيع الحراك الاجتماعي ,هو نتيجته ناقصة. هذا الادعاء واضح، بشكل عام، عندما يدور الحديث عن قضايا اجتماعية مثل جودة البيئة أو رفاهية الحيوانات (هناك من يقول حقوق الحيوانات). لأن تعلّم قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان هو تعلّم قضايا اجتماعية، وهي لا تكفي للتربية لسلوك لا يمس بحقوق الإنسان للآخرين. فعندنا طموح بان نحرك الشبيبة لكي تنشط اجتماعيا، من أجل العمل على تطوير حقوق الإنسان.
في هذا الفصل نقترح مسح لإمكانيات الحراك الاجتماعي في مجال حقوق الإنسان في إطار المدرسة. وهكذا فيمكن لكل مدرسة أو معلم، أو كل شاب وشابة، ان يختاروا منها الأنسب لأفكارهم ، لمصلحتهم أو لرؤيتهم التي تميزهم..
كيف يمكن تنشيط الشبيبة للعمل؟
لا يوجد لدينا وصفة للنجاح في التربية للنشاط او الحراك الاجتماعي بشكل عام، أو لتطوير حقوق الإنسان بشكل خاص، دون وجود قائد أو قائدة من الشباب يجمعون شبانًا وشابات يقودونهم الى النشاط والعمل الجماهيري.
إضافة إلى ذلك، كل ما نستطيع اقتراحه هو ثلاث طرق موجودة وناجعة لتطوير الالتزام بالحراك ألاجتماعي:
- عندما يعلم شخص ما أناس آخرين، فيصبح هناك احتمال بان يصبح لديه التزام بما يعلم. ومن يعلم يريد عادة أن يقنع ويقوم بإيجاد ادعاءات وحجج (أو يذوتوا مفاهيم أخرى) يمكنها ان تقنع الآخرين بصدفية آراءه. ان تدريس أجيال مختلفة لحقوق الإنسان يمكن أن يساعد على خلق الالتزام نحو حقوق الإنسان عند المعلمين، كمرحلة أولى للنشاط وتطويره.
- سماع قصص عن النشاطات من مجموعة المتساوين ,يمكن ان تؤثر. فلا يمكن للمعلمين والمعلمات أن يقنعوا الشبيبة للعمل بنفس المقدار الذي يقنعهم به شاب أو شابة من مجموعة المتساوين. والذين كانوا قد نشطوا ونجحوا وتحدثوا عن ذلك. وهكذا يكسب المصغون أفكارا للنشاط والعمل، ويجدون أمثلة حيّة للتقليد، والتي يمكنها ان تشهد بأنه يمكن العمل من أجل الغير أو من اجل المجتمع، حتى ولو كان الوقت ضيقًا ومليئًا بالواجبات، بالدورات وبألعاب الحاسوب ومشاهدة التلفزيون وقضاء الوقت مع أصدقاء وصديقات.
- ان التعلّم عن انتهاك حقوق الإنسان – في المحيط القريب والبعيد – يؤدي في النهاية الى تخطيط لنشاط (“تعلمت أن … أستطيع أن أعمل…”) وتنفيذه. وهي طريقة إضافية للحصول على نشاط اجتماعي. هذه الطريقة تناسب توجه تربوي منتشر،والذي يوصي بالتعلم الفعّال بواسطة “مهام أصلية وأصيلة”.
بعض الكلمات حول الإستفادة من الانترنت للنشاط الاجتماعي
عند الحديث عن الحراك الاجتماعي بشكل عام، وعن تطوير حقوق الإنسان بشكل خاص.نوصي باستخدام الانترنت ,لان الهدف منه ليس مصدرا للمعلومات فقط عن وضع حقوق الإنسان في إسرائيل والعالم، بل هو وسيلة اتصال للعمل والنشاط الاجتماعي، ,كونه وسيلة رخيصة نسبيًا بالنسبة لمنظمات اجتماعية (في ماهيتها ليست ربحية) في نشر نفسها، وكونها تصل للكثيرين، ولأنه لا سلطة لأحد عليها.
نوصي باستعمال الانترنيت لأنه الوسيلة المفضلة لدى الشبيبة بشكل عام، ولأنه يمكن من بناء “معلومات عالمية” ويربط الشبيبة مع العالم الواسع.
إن فكرة خلق اتصال مع شبيبة في أماكن أخرى من أجل الحراك المشترك, ليست فكرة جديدة، فهنالك أمثلة كثيرة حول تعاون من منظمات ومن صفوف شبيبة في دول مختلفة، وبالأساس في مجال جودة البيئة. كذلك المعلمون والمعلمات، الذين يرغبون في تشجيع نشاط الشبيبة لتطوير حقوق الإنسان، يستطيعون تشجيع ارتباطات مع منظمات ومجموعات شبيبة في دول مختلفة بواسطة الانترنت. في قائمة المصادر في نهاية الكتاب تجدون أمثلة لمنظمات شبيبة، وضعت لها هدفًا لتطوير حقوق الإنسان، ويشرحون عن نشاطاتهم في الانترنت.
حقوق أي إنسان , نطوّر؟
نميز بين نوعين من الجمهور كهدف للعمل والحراك : المجتمع الذي ينتمي اليه الفتيان والفتيات ومن “تبقى من العالم”.
يمكن ان يعيش الفتى او الفتاة, في بيئة تعاني من انتهاك حق أو آخر, من حقوق الإنسان، ويودون العمل حتى ينالوا هذا الحق بمجتمعهم ,خاصة بعدما انكشفوا لفكرة حقوق الإنسان في إطار الفعاليات التربوية في المدرسة. ولكن، يمكن كذلك أن يشعر الفتى او الفتاة بالحاجة الى خوض تجربة العمل من أجل ما يسمى “تصحيح العالم” ومن اجل رفاهية جمهور مستضعف,هم ليسوا جزءًا منه.
أية أنواع نشاط؟
نميز بين نوعين من الحراك من اجل تطوير حقوق الإنسان: نشاط هدفه تحفيز سلطات الحكم في الدولة القيام بواجبها نحو حقوق مختلفة لهذا المجتمع ، وهنالك نشاط هدفه ان نبدل سلطات الحكم في الدولة، وان نسد الفراغ والنقص المرتبط بحق إنسان أو آخر. هنالك من يرى ذلك كفرق بين نشاط من اجل العدل وبين نشاط من اجل الصدقة.
إذا أخذنا حق الإنسان في الغذاء، تستطيع الفتاة ان تختار الانضمام لأحد المنظمات الخيرية التي تعمل من أجل تزويد الغذاء لمن يحتاجه، أو ربما تقوم بنشاط يؤدي لان تقوم الدولة بواجبها بالاهتمام لكي لا يجد أي إنسان نفسه جائعا وبحاجة الى الطعام في هذه الدولة.
أين ننشط ونعمل؟
نميز بين أربع حلقات/ دوائر من النشاط والحراك الاجتماعي، من الاقرب الى الأبعد: نشاط من اجل حقوق الإنسان في الصف أو المدرسة، أو العائلة ونشاط في المجتمع أو الحيّ الذي يسكن فيه الشاب أو الشابة، نشاط داخل الدولة للشاب أو الشابة، نشاط عالمي، أي نشاط من اجل حقوق الإنسان في دول أخرى.
1. نشاط لتطبيق وتدعيم حقوق الإنسان في المدرسة أو في الصف:
فيما يلي بعض الاقتراحات لتدعيم حقوق الإنسان في المدرسة:
- يمكن البدء بتخطيط النشاط بقياس وضع حقوق الإنسان في المدرسة بواسطة النموذج/ الاستمارة الذي يظهر في ملحق هذا الفصل. (يستطيع المعلمون/ المعلمات ملائمة الأسئلة لجو المدرسة أو الصف) يخطط النشاط بعد تحليل النتائج التي جُمعت بواسطة الاستمارة.
- يمكن تعيين “مناوبين للحقوق” في الصف أو في المدرسة، يتبدلون من وقت لآخر، حتى يصبح كل واحد وواحدة مناوبًا. وظيفة هؤلاء, الاهتمام باحترام كل شاب وشابة في الصف، في الفرصة وفي كل نشاط داخل المدرسة، يتم من خلاله فحص ظواهر متكررة. مثلا، في حال استعمال الشتائم أو الاهانات التي تعود على نفسها، وخاصة عندما تكون مرتبطة بأصل الشاب أو الشابة (ظاهرة معروفة ومؤسفة),عندها يستطيع المناوبون إبراز الظاهرة لدى الطلاب، واقتراح إجراء بحث ونقاش حولها في الصفوف “بلغة حقوق الإنسان” (من خلال التركيز على حق الإنسان بالكرامة الإنسانية).
- اقتراحات أخرى مرتبطة بالنشاط داخل المدرسة :يمكن من خلال أيام خاصة خلال السنة الدراسية، أو من خلال زيادة الوعي لحقوق الإنسان بواسطة فنون المسرح. انظر فصل 2 في هذا الكتاب.
1. نشاط لتطوير حقوق الإنسان داخل العائلة:
يمكن ملائمة الاستمارة في ملحق هذا الفصل لقياس واقع العائلة، وتشجيع الشاب أو الشابة العمل على تدعيم هذه الحقوق، إذا وجد أنها تنتهك في العائلة.
2.نشاطات لتطوير حقوق الإنسان في المجتمع أو الحيّ:
يمكن ملائمة الاستمارة في ملحق هذا الفصل لكي نفحص الواقع في المجتمع أو الحيّ، ولنخطط لنشاط بعد تحليل النتائج التي جُمعت. مثال لملائمة الاستمارة: يمكن صياغة سؤالاً يفحص مدى سهولة الوصول لأماكن معينة لأناس مُعاقين في المجتمع أو الحي: مثل مباني عامة (مؤسسات التعليم، فرع صندوق المرضى، فرع البنك، فرع البريد)، النزول من الرصيف الى الشارع، ملائمة الإشارات الضوئية لأناس معاقين بنظرهم أو ما شابه ذلك.
- يمكن تنظيم لقاءات بين شباب وشابات مع مجموعات مستضعفة الحقوق او حقوقهاانتهكت, حتى نفحص معها طرقًا لتحسين وضعها، إن كان بواسطة نشاط مقابل السلطات أو بواسطة نشاطات داخل المجتمع للتخفيف من النقص لدى أفراد المجتمع أو الحي.
- يمكن تنظيم “يوم الوعي لحقوق الإنسان في المجتمع”، مثلا من خلال ضم نشاطات الشباب من مدارس أخرى في المجتمع.
- يمكن كذلك خلق علاقة مع السلطة المحلية: دعوة ممثل/ة عن المجلس، الاشتراك في جلسات المجلس، أو خلق لوبي من الشباب حتى نطوّر شؤونه في المجتمع.
3. نشاطات لتطوير حقوق الإنسان في الدولة:
* جمعية حقوق المواطن في اسرائيل تنشر كل سنة – كذلك في الانترنت – تقريرًا يعطي صورة حول وضع حقوق الإنسان في اسرائيل.
من خلال التقرير يمكن تقديم اقتراح لصف اختيار قصة تهمهم، بحثها، واقتراح نشاط لتطوير حق إنسان أو حق آخر، حسب الاختيار، بواسطة عريضة، رسائل لمؤسسات الدولة، مسرح متجول في أماكن مختلفة، ألعاب رياضية لرفع الوعي، ونشاطات أخرى. شبيهة.
- يمكن الانضمام الى نشاط منظمات تعمل في مجالات معينة مرتبطة بحقوق الإنسان (مثل حقوق العمال الأجانب، حقوق النساء المضروبات، حقوق الاطفال وما شابه).
4. نشاطات لتطوير حقوق الإنسان في المجال الدولي:
* يمكن أن تأخذوا انطباعًا عن نشاطات الشبيه لتطوير حقوق الإنسان في المجال الدولي ,عن طريق مواقع الانترنت لمنظمات الشبيبة, وقد شملناها في قائمة المصادر في نهاية الكتاب.نشاطات وعمل هذه المنظمات يرتكز، مثلاً، على مساعدة الأولاد والشبيبة التي مُنعت من التعليم، أو من تقديم العلاج الطبي لها، أو الغذاء،وهناك منظمات تنظم احتجاجات ضد عبودية الأولاد في دول مختلفة، أو ضائقة الأولاد في أماكن تعاني من الحروب أو نزاعات مسلحة.
تستطيع هذه المنظمات أن تعطي إيحاءا للعمل والنشاط وكذلك يمكن أن تكون عنوانًا للانضمام لها، بمساعدة معلم اللغة الانجليزية.
نوصي بأن نخصص وقتًا لتمكين شاب أو شابة بشكل فردي – أو الصف الكامل – ليختار مجموعة النشاطات القريبة الى نفسه: ضمن أي جمهور يريد ان ينشط؟ أي نوع من النشاط، وأين، بما يتلاءم مع ما اقترحناه أعلاه. فمن خلال إعطاء إمكانية الاختيار سيؤدي ذلك الى زيادة دافع وحماس الشاب والشابة بأن ينشطا.
أية مهارات يمكن ان نطوّر بواسطة النشاط الاجتماعي؟
حتى نزيد إمكانية النجاح في نشاطنا او حراكنا الاجتماعي، مطلوب مهارات معينة، لا تكون مطلوبة,عادة, للتعلم النظري الصرف. مثلا: مهارات العمل بشكل جماعي لتخطيط نشاط. مهارة إلاقناع من خلال تجربة تجنيد منضمين جدد، مهارات تحضير استمارات لاستطلاع مواقف قبل أن نقرر نوع النشاط، مهارات الاتصال والتحدث بالهاتف مع ممثلي الجمهور,كتابة الرسائل (لكي نستطيع ,مثلاً, الحصول على معلومات من مؤسسة جماهيرية، أو حتى نشكر دعم منظمة لنا أو حتى نقنع منتخب جمهور أن يفعل وينشط، وحتى نعبر عن موقفًا في الصحافة وما شابه). هنالك حاجة ايضا لمهارات التعامل مع وسائل الاتصال المختلفة ,حتى نزيدها اهتمامًا ودعمًا لنشاطنا.(في الراديو المحلي والقطري في الصحافة المحلية والقطرية، في التلفزيون المحلي والقطري). مهارات كتابة لافتات وشعارات ونشرات، مهارات تحضيرإعلان ملفت للنظر في الصحافة، في الراديو أو التلفزيون، مهارات اجراء اللقاءات مع وسائل الإعلام حتى نجند دعمًا، مهارات مرتبطة بايجاد موقع انترنيت يدعمنا، حتى ننشر النشاطات ونجند منضمين،وهنالك حاجة لمهارات تجنيد اموالا للدعم من المجتمع، من متبرعين ومن أصحاب المصالح.
نقترح بأن ننمي هذه المهارات خلال النشاطات وايضا بواسطة التعلم من تجربة الذين نجحوا.