” أقسمت أني لن املك عبداً طالما بمقدوري شراء حريته”
الكتاب الجيّد هو الكتاب الذي يغيّر وعي القارئ ويشحذ حواسّه. نجحت هرايط بيتشر سطو في أن تفعل ذلك في كتابها الكلاسيكيّ الذي ألّفته عام 1852 “كوخ العمّ توم”.
يروي الكتاب قصّة توم، العبد الأسود الذليل والمطيع، الذي يُباع المرّة تلو الأخرى لسيّد جديد. ولكن، عمليًّا هذه قصّة المجتمع الأمريكيّ في عصر العبوديّة. كتاب جريء يصف واقع العنف والذلّ، إذ إنّ كلّ جلدة سوط على جسد توم، تضرب جسد القارئ ويبقى صداها متردّدًا في قلبه حتّى بعد أن تنتهي القصّة.
إذًا ما العجب في أنّ هذا الكتاب حدّد خطوات تاريخيّة غيّرت أمّة بأكملها، قال الرئيس لنكولن للكاتبة: “أنت المرأة التي افتتحت قصّتها هذه الحرب الكبيرة”.
الأسود والأبيض، الخير والشرّ، الوحوش البشريّة والملائكة، والكثير من الأضداد الأخرى التي تصفّي القارئ وتبقيه متأمّلًا، يغصّ رأسه بعلامات الاستفهام. والقارئ الذي يسأل والذي بتأمّل لن يختار أبدًا جانب الشرّ، بل سيتبنّى الخير.
شلوميت كوهين أسيف
الشاعرة شلوميت كوهين أسيف، الحائزة على جائزة بياليك وجائزة زئيڤ لأدب الأطفال والشبيبة، وجائزة الإنجاز في مجال أدب الأطفال والشبيبة.