لقصة الاطار كاملة : اللاجئون؟ المتسللون؟ مقدّمو طلبات اللجوء– كتابة جمعية حقوق المواطن.
في اسرائيل 2013 ظاهرة العنصريّة مازالت على قيد الحياة حيوان وتتنفس وهنالك من يقولون إنّها تتفاقم. في الماضي، تمّ تعريف العنصريّة على أنها نسبة مكانة متدنّية لشخص أو مجموعة من خلال استخدام الصفات والأفكار النمطية، ومن خلال صياغة الفرق بين المجموعات بمفاهيم تتعلّق بالماهيّة البيولوجيّة التي لا تتغيّر. ولكن العنصريّة لا تتم على أساس بيولوجيّ فحسب، بل أيضًا على أساس ثقافيّ ودينيّ، واجتماعيّ، وجندريّ واجتماعيّ – اقتصاديّ. ولذلك نميل في هذا الوقت إلى الحديث عن مصطلح “عرقنة “. هذا هو عمل من نتاج الخيال البشريّ يتمّ بواسطة التطرّق إلى الخصائص البيولوجية (مثل لون الجلد)، الاجتماعيّة (مثل الفقر، بلد المنشأ والمكانة الاجتماعية) أو الثقافيّة (مثل الدين) واستخدام تلك الخصائص التي تعتبر الطبيعية لا يتغير، من أجل إضفاء شرعيّة على الهرميّة بين الفئات والأشخاص.
ترتبط العنصريّة ارتباطًا مباشرًا بحقوق الانسان الأساسيّة، ألا وهي الحق في المساواة والحق في الكرامة. على المستوى الرسميّ هنالك تطرّق إلى العنصريّة في مجموعة متنوعة من المصادر التي تعارض هذه الظاهرة. ورد في وثيقة الاستقلال أنّ “دولة إسرائيل… تقيم المساواة التامّة في الحقوق اجتماعيًّا وسياسيًّا بين جميع رعاياها من غير تغيير في الدين والعنصر والجنس”. قانون الأساس: حرّيّة الإنسان وكرامته، يتطرّق إلى حرّيّة وكرامة الإنسان لمجرّد كونه إنسانًا. على مدار السنوات سُنّت قوانين إضافية تلزم بالمساواة بين الفئات المختلفة، مثل: قانون تكافؤ الفرص في العمل، وقانون حقوق الطالب، قانون حظر التمييز العنصري في المنتجات والدخول إلى الأماكن العامة، قانون الحقوق المتساوية للمرأة، وغيرها. بالإضافة إلى القرارات الصادرة عن محكمة العدل العليا، مثل: قرارات الحكم الصادرة في التماسات ميلر، دنيلوفيتش وقعدان (للمزيد من المعلومات انظروا استعراض المراجع)، كل هذه الأمور رسّخت حظر التمييز على خلفيّة الجنس، الجندر والأصل العرقيّ.
اعترفت الهيئات الدولية رسميًّا بأهمّيّة النضال ضدّ العنصريّة، وفي 1966 صاغت الأمم المتحدة الميثاق من أجل القضاء على كل أشكال التمييز العنصريّ، هذا الميثاق الذي وقّعت وصدقّت عليها إسرائيل أيضًا. ولكن، يسود في إسرائيل واقع يتميز بالتوتر والانقسامات بين الأغلبية اليهودية والأقلّية العربيّة، بين العلمانيّين والمتديّنين، بين اليهود الأشكناز والشرقيّين، بين السكّان القدامى والقادمين الجدد الجدد وكذلك التمييز على خلفية الجنس، الجندر، الحالة الاجتماعية – الاقتصادية، والصحة الجسديّة والعقليّة. كل هذه تشكل أرضيّة خصبة لتعزيز المواقف والتصرّفات العنصريّة كالتمييز والإقصاء كما تنعكس في الدراسات واستطلاعات الرأي. بالإضافة على ذلك يعتقد الكثيرون أنّ في إسرائيل قوانين وأنظمة تنتهج التمييز، علاوة على محاولات سنّ المزيد من القوانين التي تتوافق مع ظاهرة العنصريّة.
تأثيرات العنصريّة كثيرة: على مستوى الفرد، التمييز، الإقصاء والفصل، جميعها تؤدّي إلى تطوّر مشاعر الدونية إلى جانب الشعور بعدم العدل والذلّ والإهانة. كل هذه المشاعر قد تخلق اليأس والإحباط، وفي بعض الأحيان الغضب والعنف. الشخص الذي يتعرّض للعنصريّة سوف يميل إلى أن يكون أقل مشاركة اجتماعيًّا وسياسيًّا لأنّه لن يشعر أنّ أمامه فرصة للنجاح. كذلك الشخص الذي يفكّر ويعمل بعنصريّة قد يعاني من الآثار سلبية للعنصريّة، مثل: الخوف من الآخر، والشعور بالاغتراب وعدم قبول المختلف عنه. امّا على مستوى المجتمع فإنّ العنصريّة تؤدّي إلى تآكل في القيم الديمقراطية، تمسّ بالتماسك الاجتماعيّ وبقيمة المساواة. تكوّن هذه الآثار مجتمعًا عنيفًا، ضعيف اجتماعيًّا، وأقلّ مقاومة وصمودًا في وجه التحدّيات والتغييرات.