وصلتم إلى ملفّ المواد التربوية الخاصة بجمعية حقوق المواطن.
للوصول إلى الموقع الجديد للورشة، اضغطوا هنا >>

العنصرية ليست لعب أولاد !

آخر تحديث في تاريخ 30/06/2013

“تلاميذي الأعزاء، أعتذر مسبقا! ليس لديّ أي فكرة عما قد يكون عليه ردّ فعلكم لكنني حاولت قدر استطاعتي. بينما حاولت طيلة سنة كاملة أن أُكسبكم قِيَمًا إنسانية وفي مقدمتها تقبّل الآخر، فإن الواقع في الخارج يقول غير ذلك” ـ هكذا، حاول المربي خالد، مربي الصف السابع من مدرسة أجيال في يافا، أن يشرح الفصل بين تلاميذ يهود وعرب في الدخول إلى متنزه الألعاب “سوبرلاند” في ريشون لتسيون.

في تقرير نُشر حول الموضوع في موقع “والّا” يوم 26/5/13، جاء على لسان إدارة “سوبرلاند” أنها تقرّ بوجود إمكانيات لأيام مغلقة لمدارس يهودية وإمكانيات مثلها لمدارس عربية”. خالد الذي يربي تلاميذه طيلة سنة كاملة على قِيَم المساواة وتقبّل الآخر اضطرّ لأن يشرح لتلاميذه أنهم يستطيعون قضاء وقتهم في “سوبرلاند” ولكن بشكل منفصل. وهو أمر يصوّر الجمهور العربي بصورة سلبية كجمهور لا يُمكن قضاء الوقت بحضوره.

يمسّ الفصل على أساس الانتماء القومي بشكل خطير جدا بالحقّ الأساس بالمساواة وكرامة الإنسان. إضافة إلى ذلك، فإن ما حصل مناقض لقانون حظر التمييز في المنتجات والخدمات ودخول أماكن الترفيه والأماكن العامة من العام 2000. يشكل التمييز من هذا النوع بموجب هذا القانون، ذريعة لدعوى مدنية بل وتشكل مخالفة جنائية كما يقول المحامي عوني بنّا من جمعية حقوق المواطن.

قالت المديرة العامة لـ”سوبرلاند”، حاني باروخ، أمام لجنة التربية البرلمانية أن سياسة الفصل في المتنزه قائمة منذ سنتين. واعترفت نائبتها أن هناك سياسة فصل تتصل بالتلاميذ الحريديم، أيضا. وفي معرض تسويغها هذا الفصل بين التلاميذ قالت باروخ أن “سوبرلاند مفتوح كل أيام السنة لكل الانتماءات والأديان والقطاعات لكن هناك مشكلة مع أبناء الشبيبة الذين يصلون إلينا وهم في جيل إشكالي. إنه مكان يلتقي فيه لأول مرة أبناء شبيبة يهود وعرب الأمر الذي ينتج عنه احتكاكات”.

تصوير: ايلانا شكولنيك

الادعاء أن أبواب المتنزه مفتوحة للجميع طيلة أيام السنة لا يمنع المسّ الحاصل جراء سياسة الفصل. بل أن مجرّد الفصل يشكل مسًّا خطيرا بالحق في المساواة المنصوص عليه في قانون أساس كرامة الإنسان وحريته. ادعاءات أخرى أسمعها مسؤولو المتنزه مثل الخوف من احتكاكات بين شبيبة عربية ويهودية تثير تساؤلات كبيرة; أي رسالة يحاولون أن يبثّوا لأبناء الشبيبة؟ غضافة إلى أن في الأمر مسًّا من الناحية القانونية، فإنهم، بهذه الطريقة، إنما يذوّتون في نفوس أبناء الشبيبة أنماطا تُبعدهم عن فكرة الحياة المشتركة. رسالة مستترة في طيات الادعاءات العنصرية تقوّض الديمقراطية وحقوق الإنسان. مثل هذه الادعاءات تؤثّر كثيرا على سيرورات تعلّم جيل الشبيبة. مثل هذه الرسائل التي تبثها البيئة الاجتماعية تحدد أنماط تفكير مقولبة وثنائية يُمكن أن تتحول إلى وجهة نظر عنصرية تنطوي على تمييز. في اللحظة التي يتبيّن فيها أبناء الشبيبة هذا التوجه في المجتمع فإنهم يبدأون بالعمل بوحيها ونسخها نمطا ثابتا ومنهجيا على الأقلّ إلى أن يتضح لهم عكس ذلك.

إقصاء مجموعة محددة في المجتمع الإسرائيلي تحوّل هذه الأيام إلى أمر مألوف. مثلا، أبعدت وزارة المعارف عن عملها قبل سنة مديرة مدرسة رفضت أن تقبل تلميذة من أصل أثيوبي للصف الأول في مدرستها وذلك خلافا لأحكام القانون والوزارة. أقوال المديرة وسلوكها مناقضة لكل قيمة تربوية اجتماعية ملزم بها جهاز التعليم.

في المستوى القانوني أيضا قد نجد حالات تمييز ممنوعة، مثل قانون لجان القبول الذي يشكل “رخصة للتمييز” ضد مواطنين يريدون السكن في بلدات أهلية أو في أحياء توسيع كيبوتسات وموشابيم. وكانت المحامية راوية أبو ربيعة أشارت في مقابلة تلفزيونية مطوّلة ضمن برنامج “لندن وكرشنباوم” إلى أمثلة عديدة على إقصاء الجمهور العربي من الحيز العام ورسمت صورة قاتمة ومركبة لذلك (من د/8).

الحق في المساواة يتصل بمبدأ مشترك لكل حقوق الإنسان: حماية الكرامة الإنسانية. عندما يتم التمييز ضدنا فإننا نشعر بالإهانة والإذلال. الشعور بالمسّ لا يقتصر فقط على أننا لم نحصل على ما أردناه، بل يشمل أيضا أنهم تصرّفوا معنا على نحو مغاير لما فعلوه مع الآخرين. في مصطلح المساواة بُعدان مختلفان: الأول أمام القانون وفي المستوى الشكلاني، والثاني هو مطلب تحقيق المساواة جوهريا من خلال تجسيد ذلك في نظام قانوني وفي ترتيبات اجتماعية أوسع من القانون.

الاتجاهان المقلقان، الفصل والتمييز، يطرحان أمامنا كمربين ومربيات تحديات كثيرة في التربية لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ومناهضة العنصرية. مثل هذه الحالات توضّح أهمية التربية للقيم ومسؤوليتنا نحو المجتمع الذي نعيش وسطه.

نقترح أن نحوّل موضوع الفصل بين التلاميذ اليهود والعرب في “سوبرلاند” إلى فرصة تربوية لمناقشة مدلولاتها مع التلاميذ.

أسئلة للمناقشة:

أ‌.     ما هي الإشكالية في الفصل بين تلاميذ عرب ويهود.

ب‌.   لماذا قررت المحكمة أنه “ليس هناك شيء كهذا، منفصل ولكن متساوٍ”.

ج. ما رأيكم في ادعاء إدارة المتنزه أن الفصل تمّ لمنع احتكاكات بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب؟

د ـ هل الادعاء بأن المتنزه مفتوح طيلة أيام السنة للجمهور الواسع يبرّر الفصل في الأيام المخصصة للمدارس؟

هـ . أي حقوق إنسان تُنتهك في ممارسة الفصل من هذا النوع؟

و. أي قوانين في القضاء الإسرائيلي تحظر التمييز؟

ز. كيف يُمكننا مكافحة ذلك؟ فكّروا بعمل على مستوى الصف أو المجموعة.

 

للنشر والطباعة:
  • Print
  • Facebook
  • Twitter
  • email

دليل:

التصنيفات: اقتراحات للنقاش تعقيباً على أحداث واقعية,اقتراحات للنقاش تعقيباً على أحداث واقعية عنصرية

أضف تعليق

עליך להיות מחובר למערכת כדי להגיב.