وصلتم إلى ملفّ المواد التربوية الخاصة بجمعية حقوق المواطن.
للوصول إلى الموقع الجديد للورشة، اضغطوا هنا >>

مقدّمة تربويّة للمعلّم وللمعلّمة

آخر تحديث في تاريخ 10/10/2015

من ركائز التربية النقديّة، والتّي نسعى من خلالها الى المساهمة في بلورة إدراك ووعي وثقافة طلّابنا وتطوير التفكير النقدي لديهم، العمل على اثارة فضولهم وتحفيز رغبتهم بالتعلّم والاستكشاف والبحث، في سيرورة تطوير شخصية كل طالب وطالبة، من أجل النهوض بمجتمعنا نحو بناء الانسان الواعي والمثقف والباحث، أشخاص لا يقبلون بمسلّمات الأمور، بل يتساءلون ويسائلون حول المفهوم ضمنًا، ويطمحون للتأثير والتغيير في واقعهم، من منطلق المسؤوليّة والايمان بقدراتهم وطاقاتهم كأشخاص مؤثّرون. من هنا، تأتي أهميّة توظيف سبل تدريسيّة متنوّعة ومتجدّدة، واختيار مضامين تعليميّة من واقع الطالب/ة، مضامين تتحاور، تحلّل وتتعامل مع واقعه وأحلامه. هذا التوجّه التربوي يمثّل أحد الركائز والسبل التدريسيّة للتربية النقديّة، وهو يتلاءم وتدريس كل المواضيع والمضامين التّي يتعلّمها الطالب. وكذلك الأمر بالنسبة لتدريس وتعلّم موضوع المدنيّات والذي نحن بصدده في هذا البرنامج، خاصّة وأن التحديّات التي يواجهها معلّمو ومعلّمات الموضوع في تدريس المضامين الاشكاليّة في مدارسنا العربيّة كثيرةٌ، تصعّب التواصل مع الطلّاب وتؤثّر سلبًا في تحفيزهم وتحدّ من دافعيّتهم للتعلّم، وبالتالي نرى أن تحصيل الطلّاب العرب متدنّي في موضوع المدنيّات، خاصة وأن المضامين المطلوب تدريسها بسياق حقوق الانسان والحرّيات، تحمل معها الكثير من التضارب والتناقضات في واقعنا المعاش، كمواطنين عرب فلسطينيّين في دولة اسرائيل.
هذا الواقع، يفرض أهميّة استعراض ومناقشة التحديّات والفوارق ما بين الوضع المرجو والواقع القائم، والعمل بشكل دائم على تحفيز الرغبة والقدرة لدى الطلّاب لأخذ دور نشطٍ وفعّالٍ في التغيير، من خلال الانكشاف على الاليّات المتاحة أمامهم لتحليل الواقع والتغيير فيه. من هنا، تبرز أهميّة التعامل في سياق الصف والمدرسة مع قضايا آنيه، مجتمعيّة وسياسيّة تهم الطلّاب، وتشكّل جزءًا من وعيهم وادراكهم. أسلوب ونوعيّة المضمون الذي يتعرّض له الطلّاب في سيرورة الانكشاف والتعلّم، تحدّد ماهيّة إدراكهم حول تلك القضايا، وعن قدراتهم هم وغيرهم من الأشخاص في تقبلّها وإمكانيّات التأثير عليها والتغيير فيها، وفي ماهيّة فهم الحريّات والحقوق، وعدم تقبّل الواقع “كمفهومٍ ضمنًا” – وبالتالي المساهمة في بناء شخصيات باحثة تحرريّة تؤمن وتدافع عن الحريّات والحقوق فكرًا وممارسة، وتسعى لتحقيقها.
القضايا التّي نواجه بها انتهاكات حقوق الانسان، وحقوق المواطن – كمواطنين فلسطينيّين في البلاد لها أوجه متعدّدة، نحن نراها ونعيشها في مناحي الحياة المختلفة، وللأسف الشديد، فإن هذه القضايا “تتجدّد” وتزداد حدّة إنتهاكها كل يوم. لذا نرى أنه من الضروريّ جدًا مواكبة التطورّات والتغيّرات والانتهاكات بشكل دائم، وحتلنة السلّة التدريسيّة بمضامين تتماشى وهذا الواقع، على المستوى المحلّي وعلى نطاق أوسع ليشمل مناطق أخرى، في البلاد وفي العالم. بإمكاننا الاستفادة وتوظيف منبر دروس المدنيّات كرافعة لبلورة الوعي والادراك النوعي والنقدي لدى طلّابنا على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، المساهمة في نشوء جيلٍ شابٍ واعٍ ومدركٍ لقضاياه وهموم مجتمعه، مؤمنٍ بقدرته على التأثير والتغيير ومدركٍ للآليّات المتاحة أمامه في سبيل تحقيق هذا الهدف، وفي نفس الوقت العمل على تحسين قدرات وتحصيل الطلّاب العلميّة في موضوع المدنيّات، وعمومًا. نفور الطلّاب من تعلّم المدنيّات ليس صدفه، وهو يقع في لب عدم قدرة الطالب الفلسطيني على تقبّل المضامين، بل ورفضها. في كثير من الأحيان يكون هذا الرفض عفويًا يعتمد على إحساسه بالتناقض بين ما يتعلّمه في المنهاج وبين واقعه المعاش وبين ما يجب أن يكون، حتّى ولو كانت معلوماته أو قدرته على التعبير محدودة! كل طالب يحمل معه تجارب حياتيّة متنوّعة، وكذلك المعلّمين طبعًا، وهنا تكمن أهميّة التعامل مع هذه التحدّيات ومحاولة خلق فرصٍ من الأزمات المفروضة على الطالب والمعلّم، وعدم الهروب منها أو تجاهلها، لما في الأمر من رسائل سلبيّة نبعثها لطلّابنا (هم يعون ذلك جيّدا حتّى وإن لم نتحدّث عن الموضوع!)، في ظل الوضع السياسي الراهن والتدهور المتسارع في الأجواء العنصريّة وقوننتها، أصبح من المستحيل التعامل مع المضامين الواردة في منهاج المدنيّات (وباقي المناهج التدريسيّة) دون التطرّق لمفهوم الحقوق والحريّات – بين ما تضمنه المواثيق الدوليّة وبين ما يحصل على أرض الواقع. من هنا، تقع على كاهل المعلّم/ة مسؤوليّة كبيرة لخلق وتطوير أدوات وآليات تمكنّه/ها وتمكّن الطلّاب من الاستفادة بأفضل شكل ممكن من هذه الدروس.
من هنا، تأتي هذه المبادرة التربويّة كمساهمة متواضعة من جمعيّة حقوق المواطن، لإثراء حقيبة معلّمي المدنيّات في مطلع هذا العام الدراسي. تجدر الإشارة الى أنّنا نعمل في الجمعيّة على حتلنة الحقيبة التربويّة بشكل مستمر ودائم، ونطمح أكثر لمشاركتكم/ن – معلّمي المدنيّات بمخطّطات وفعاليّات تعملون على تطويرها تساهم في تدريس موضوع المدنيّات بشكل إبداعي ونقدي، من خلال التطرّق للمضامين والمصطلحات والتعريفات المطلوبة في منهاج المدنيّات، من أجل تعميمها ومشاركتها مع زملائكم وزميلاتكم.
أجمل الأمنيات لكم/ن معلّمينا ومعلّماتنا، طلّابنا وطالباتنا بأن يكون العام الدراسي ناجح ومثمر ومتميّز.

اضغط هنا للعودة للدروس.

للنشر والطباعة:
  • Print
  • Facebook
  • Twitter
  • email

التصنيفات: المدنيات,دروس في المدنيات

אפשרות התגובות חסומה.