شرف حسان، مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن: تجاهل وتغييب الديمقراطية وقضايا الاقلية العربية وحقوقها هما ظاهرة عامة في مناهج وكتب التعليم وليس فقط التغييرات الجديدة في كتاب المدنيات
أقيم في كلية أورانيم يوم الاربعاء، 9 آذار 2016، مؤتمرًا خاصًا لمتابعة التغييرات في كتاب المدنيات، شارك فيه شرف حسان مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن، برفيسور آشر كوهين من جامعة بار ايلان، ورئيسة الكلية يعرا بار أون، بالاضافة الى عدد من المحاضرين الأكاديميين، وبحضور وفد من لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وقد القى رئيس اللجنة الاستاذ محمد حيادري مداخلة شاملة عرض فيها مطالب المواطنين العرب في مجال التربية والتعليم بشكل عام، واهمها اقامة سكرتارية تربوية، وان يقرر العرب لانفسهم ادارة شؤونهم التعليمية والتربوية في المدارس، كما هو الوضع بالنسبة للتعليم الديني اليهودي. تم تنظيم هذا المؤتمر بمبارة مجموعة من الناشطين والطلاب المعارضين للتغييرات في المدنيات، بالتنسيق والتعاون مع الكلية، وتم عرض عدد من الآراء المختلفة.
المربي شرف حسان، مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن، نوه الى ان جمعية حقوق المواطن تتابع التعديلات والتغييرات في كتاب المدنيات منذ العام 2009 حين بدأت التحركات للتعديل وقد ارسلت الجمعية رسالة بهذا الخصوص قبل عدة أشهر للمديرة العامة لوزارة المعارف. وقال حسان، ان التراجع في تعليم الديمقراطية في موضوع المدنيات هو خطير للغاية وهو ضربة موجعة لمجال التربية الديمقراطية في البلاد، خاصةً وانه الموضوع الوحيد الذي يشمل على مادة تعليمية في المجال الديمقراطي. وقال حسان، يجب النظر الى مجمل ما يجري في جهاز التربية والتعليم وليس فقط في مجال تعليم المدنيات. جميع الموضوع التدريسية في اسرائيل تربي لقيم الدولة اليهودية والى ابراز التبريرات للدولة اليهودية، ولا تساهم في التربية للديمقراطية. بالاضافة الى كل الجولات المدرسية والتربية الاجتماعية التي تركز على التربية الصهيونية. موضوع الديمقراطية والرواية العربية وقضايا المواطنين العرب مغيّب عن كل هذه المواضيع.
وقال حسان، هذا الكتاب هو تجسيد لفكرة الدولة اليهودية كما جاءت في اقتراح قانون القومية، المعد لخدمة الاستراتيجية الصهيونية، رغم عدم اقراره في الكنيست لغاية الان. الكتاب السابق كان صهيوني بامتياز، لكنه اعطى مساحة جزئية من الحرية للمعلمين في طرح وجهات نظر مختلفة واتاحة المجال للطلاب لاختيار وجهة النظر التي تلائم وجههم وموقفهم. الوضع الحالي مع الكتاب الجديد، يؤدي الى تقليص الاهتمام بموضوع الديمقراطية بشكل عام وكقيمة جوهرية بشكل خاص، بالاضافة الى تجاهل العرب، بل تصعيد محاولات تشويه هويتهم وانتمائهم بما يتوافق مع افكار اليمين المتديّن.
واضاف حسان، ان وزارة المعارف تدعي انها تعمل من أجل تنمية التربية ضد العنصرية، رغم ان كلمة “عنصرية” غائبة من منهاج المدنيات كليًا. بعد ايام يحيي المواطنون العرب ذكرى يوم الارض، فهل من المنطق الاّ يعرف جمهور الطلاب في اسرائيل ما هي قضية الاراضي العربية في اسرائيل، وماذا يعني يوم الأرض بالنسبة للمواطنين العرب؟ وما هي الأسباب التي أدت الى يوم الارض؟ هذا الامر يتناقض كليا مع ماهية التربية للحياة المشتركة، والتأكيد على مصلحة العرب واليهود لتعميق التربية للديمقراطية والحياة المشتركة وتغيير الواقع الاقتصادي في الدولة.
وأكد حسان، ان الكتاب سيئ لأنه يتجاهل كل ما يتعلق بالواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين في الدولة بشكل عام، ويقلل من اهمية الحقوق الاجتماعية، ولا يتيح أي امكانية بالحلم لبناء مجتمع اخر غير المجتمع الرأسمالي الليبرالي الحالي. كما ان هناك تراجع في اشراك المعلمين في العملية التربوية، فهل يعقل ان الكتاب هو سري لغاية الان! في السابق تم كتابة الكتاب على مدار سنوات باشراك معلمين عرب ويهود. أما اليوم فينظر الى المعلمين كأداة لتمرير المادة فقط وليس كشركاء، الأمر الذي يعتبر مهينًا لهم ولدورهم التربوي المهني.
ودعا حسان في نهاية كلمته المعلمين والطلاب الى اتباع نهج نقدي في التربية، وعدم الاستسلام للضغوطات السياسية. ففي نهاية الامر يجب على المعلم ان يقرر: هل هو اداة بيد السلطة لتمرير المواد فقط؟ ام أنه مربٍ له الحق ان يقرر بنفسه كيف يتعامل مع الكتب الدراسية؟ على الرغم من ان الغالبية قد تسير في الثلم السلطوي، لكن للأقلية التي تسير بنهج التربية النقدية دور هام في احداث التغيير.
بروفيسور اشير كوهن المؤيد للتغييرات في كتاب المدنيات، كان قد شغل منصب رئيس لجنة موضوع المدنيات، ادعى ان هناك تهويل للنقد الجاري ضد الكتاب، علل اسبابه بأنها اسباب سياسية فقط، وان الكتاب الجديد هو متوازن ويضمن التعليم الوافي للديمقراطية.
أما د. موشي هولنغر من جامعة بار ايلان فعرض وجهة نظر ناقدة لوثيقة المصطلحات، وللكتاب الجديد مشيرًا الى عدد من نقاط الضعف في الكتاب، والى الاشكاليات العديدة المتعلقة بعدم التوازن لصالح فكرة الدولة العرقية بشكل واضح. كما اشار الى عدة مؤشرات خطيرة تظهر تراجع التأييد للنظام الديمقراطي في اسرائيل. واكد على ضرورة تطوير النظام الديمقراطي.