” ليس المروّج للعنصرية وحده المسؤول عن زرع بذور الفتنة، بل يشاركه في المسؤولية أولئك الذين يُنكرون وجود جريمة العنصرية. حتى ذاك الذي لا يُشارك في الجريمة العنصرية لكنه لا ينبسّ ببنت شفة حيالها، من منطلق خوف أو لامبالاة، مسؤول عما يحدث في هذا الشأن. هؤلاء أيضاً قد يجدون أنفسهم ضحايا العنصرية، أو قد يفقدون حرياتهم يومًا ما […] كلنا ننتمي إلى عرق واحد هو عرق الإنسان[…] الدماء التي تجري في عروقنا وعروق الآخرين والمختلفين عنّا هي الدماء ذاتها والقلب هو ذات القلب”.
الكاتب سامي ميخائيل، رئيس جمعية حقوق المواطن
16.3.2017
الصديقات والأصدقاء الأعزاء،
العنصرية موجودة هنا. إنها ليست مشكلة “الآخرين”. العنصرية هي التمييز المُمأسس ضد العرب وكل منظومات الفصل والتمييز ضد مجموعات مختلفة في المجتمع. وهي أيضا الفتاة السمينة التي لا يريد أحد اللعب معها، والعربي الذين لا يسمحون له بدخول النادي الليلي، والفقير الذي يبتعدون عنه، , والمُحجَبة التي لا يتم قبولها للعمل و “العامل الاجنبي” الذي “يُسمح” باستغلاله. أحيانا يُخيّل لنا أنه يجب التسليم بوجود العنصرية لعدم وجود امكانيات اخرى، أنا كمربي لا أقبل بهذا، أنا أؤمن بأنه من الممكن ومن الواجب مكافحة العنصرية والمفتاح موجود في التربية. لكل معلم ومعلمة على حدة، ولجهاز التربية بكامله مع كل مركباته وأذرعه ، هناك دور مهم في النضال. التربية وحدها لا يمكن ان تغيّر الواقع، لكن بدونها سيكون من الصعب تحقيق المراد في النضال ضد العنصرية.
كيف يمكن ذلك؟ التربية لمناهضة العنصرية يجب ان تكون عبارة عن سيرورة طويلة ومستمرة وشاملة، تبدأ من جيل الطفولة المبكرة وتستمر للاجيال الاكبر، وتعتمد على توجه واسع من المساواة في الحقوق والاعتراف بالمجموعات المختلفة في المجتمع. التربية الفعالة ضد العنصرية يجب ان تنتشر وتشمل قنوات عديدة، يجب ان تمس بالتجارب المختلفة في حياة الولد والبنت وتكون جزءًا لا يتجزأ من كل لحظة تمر في المدرسة. بهذه التوجه قمنا بنشر كتاب يعرض للمربين والمربيات تحليلات حديثة وآليات عملية لدمج التربية ضد العنصرية من الروضة وحتى الثانوية في كل المواضيع التعليمية.
نتيجة الشراكة ما بين قسم التربية وقسم التربية المدنية في وزارة التربية والتعليم، تمت اضافة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية والذي يصادف 21.3 من كل عام، الى قائمة المناسبات الخاصة بالمدارس، وارسلت الوزارة للمدارس توصية باستخدام هذا اليوم كفرصة للفعاليات والنقاش حول العنصرية وطرق مكافحتها. كلنا أمل بأن يساهم هذا في وضع الموضوع على أجندة التربية ويشكل بداية لعمل واسع ومستمر في المدارس. تحضيرًا لهذا اليوم قمنا بتحضير ثلاثة مخططات دروس جديدة:
- شريحة تفاعليّة لمخطط درس “نقول لا للعنصريّة” التي تعتمد على كتاب “العنصرية كما شرحتها لابنتي” تأليف الطاهر بن جلون. تم اعداد الشريحة بالشراكة ما بين جمعية حقوق المواطن، قسم التربية المدنية في وزارة التربية والتعليم ومطاح.
- لحظة قبل أن تتحول هذة الجُمل الى حقيقة- تعالوا نُغيّر الواقع: فيديو ومقترح فعالية تربوية.
- بين نار الحرائق ونار التحريض: تحليل الخطاب حول موجة الحرائق في تشرين الثاني المنصرم.
كل هذه المواد تنضم الى حقل واسع من المواد التربوية المتوفرة في موقعنا “الورشة“. هل تعملون في مجال التربية؟ انتن/ انتم مدعوات/مدعوين لاستخدام المواد المنشورة لدينا، ودعوتنا لتقديم ورشات واستكمالات في موضوع التعامل التربوي مع العنصرية والتهميش والوصم. لا تعملون في مجال التربية ؟ أنتن/ انتم مدعوات/ مدعوين لتقديم هذه المواد للمربين والمربيات الذين تعرفونهم – أصدقاء، أقارب، حاضنات أطفالكم ومعلميهم، والقيام بعمل بسيط وسهل من اجل مجتمع أفضل.
مع كل التقدير
شرف حسّان
مدير قسم التربية – جمعية حقوق المواطن