وصلتم إلى ملفّ المواد التربوية الخاصة بجمعية حقوق المواطن.
للوصول إلى الموقع الجديد للورشة، اضغطوا هنا >>

اقتراح لإحياء اليوم العالمي لمكافحة العنصرية -21.3.2012

آخر تحديث في تاريخ 19/03/2012

حقيبة تربوية في موضوع العنصرية

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري

21.3.2012

قسم التربية

جمعية حقوق المواطن في إسرائيل

عن الحقيبة

تشهد السنوات الأخيرة اتساعا متزايدا في ظاهرة العنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي. والعنصرية في إسرائيل تُوجّه ضد مجموعات أقلية مختلفة، ضد الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، ضد مجموعات عرقية داخل المجتمع اليهودي مثل الأثيوبيين وضد مهاجري العمل واللاجئين. بالإضافة إلى ذلك نحن نسلط الضوء على العنصرية داخل المجتمع الفلسطيني في اسرائيل. مثل العنصرية تجاه السود في المجتمع والتي نتطرق إليها من خلال هذه الحقيبة.

حسب تقرير الائتلاف الإسرائيلي لمناهضة العنصرية في إسرائيل للعام 2011، يتضح أن حالات العنصرية التي تم توثيقها في العام تضاعفت خلال 2011 قياسا بالسنة التي سبقتها. 552 حالة في العام 2011 مقابل 287 حالة سجلت في العام 2010.[1]

حسب تقديراتنا، إن المعطيات التي تم توثيقها في تقرير العنصرية تعكس فقط جزءا من الواقع ومن معاداة الديمقراطية في المجتمع عموما ولدى أبناء الشبيبة بشكل خاص. بالرغم من اتساع الظاهرة إلا أننا لم نشهد حتى الآن جهودا من المجتمع لاجتثاثها.

تُضاف هذه الحقيبة التربوية إلى حقائب أصدرناها في السنة الماضية وهي موجهة للمربيات والمربين في جهاز التعليم وحركات الشبيبة والمعنيين بالقيام بعمل تربوي ضد العنصرية ومعالجة الانتشار المقلق للقِيَم المناهضة للديمقراطية بين أبناء الشبيبة. تقترح الحقيبة عددا من الفعاليات والمواد التعليمية. وهي تصدر لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية وكجزء من جهودنا لتشجيع إحياء هذا اليوم في جهاز التعليم. نوصي باستخدام المواد والفعاليات طيلة أيام السنة. تحتوي الحقيبة على مجموعة من الفعاليات المتنوعة المناسبة لأجيال مختلفة، وأفكارا لإحياء اليوم المذكور في المدارس وأطر مختلفة وكذلك أفكار لفعاليات مناهضة للعنصرية.

يسرنا جدا أن نتلقى منكم تغذية عائدة على المواد في الحقيبة وعلى تجربتكم في تمريرها.

 

 

أهداف الحقيبة:

–          تشجيع التربية ضد العنصرية في التعليم الإسرائيلي المنهجي وغير المنهجي.

–          تشجيع العمل والتحرك ضد العنصرية في المجتمع.

–          إكساب معارف وأدوات تربوية لمواجهة مظاهر العنصرية.

–          توفير متسع للطلاب للتعلّم والتجريب ومواجهة ظاهرة العنصرية الثقافية في المجتمع.

–          تشجيع الطلاب على تقبل الآخر واحترام الاختلاف بين أبناء البشر، وتذويت قيمت التعددية الثقافية في المجتمع.

 

اقتراح منهجية:

قبل الخوض في مصطلح العنصرية والظاهرة في إسرائيل، نوصي بأن تبدأوا بالفعالية الأولى (أنظروا ص 7)، التي توفر طريقة تجريبية للتعلّم حول الموضوع. ستطرح الديناميكا التي ستتطور في المجموعة أسئلة ومواضيع كثيرة ينبغي مناقشتها. من شأن سيرورة معمقة أن تمهّد الأجواء لنقاش في موضوع العنصرية وكذلك للفعاليات الأخرى المقترحة لاحقا.

 

عن اليوم العالمي لمكافحة العنصرية

في ألـ 21/3 من كل عام يحيون في أنحاء العالم اليوم العالمي من أجل إلغاء التمييز العنصري. في هذا اليوم من العام 1960 وقعت “مجزرة شرفويل” في جنوب أفريقيا. في بلدة تدعى شرفويل، تجمع آلاف المعارضين من السود في مسيرة احتجاج ضد “قوانين المرور” (pass laws) التي قيّدت بشكل كبير حرية التنقل والعمل للمواطنين غير البيض. وكانت جنوب أفريقيا كلها في ذلك الوقت تحت نظام التمييز العنصري الذي ميز بين أنواع مختلفة من المواطنين وفق لون بشرتهم وأصولهم، حرم أبناء الأصول “الأدنى” من الحقوق ومُنحت حقوق زائدة لأبناء العرق الأبيض. وفي أعقاب احتجاجات من الداخل والخارج ضد النظام العنصري والعنيف تم إلغاؤه في العام 1990. وفي العام 1966 أعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن إحياء اليوم العالمي من أجل إلغاء التمييز والعنصرية الذي يتم إحياؤه منذ 21/3 من كل عام.

 

 

 

ما هي العنصرية?[2] 

بروفيسور يهودا شنهاف

عادة ما لا نحب أن نفكر عن أنفسنا على أننا عنصريون ولا أن نعترف بأن العنصرية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا. ولكن، للأسف، العنصرية هي ظاهرة ثقافية موجودة في كل مجتمع. وعليه، أريد أن أجعل سؤال “من هو العنصري”؟ سؤالا سوسيولوجياً: “ما هي العنصرية”؟ يساعدنا تعريف العنصرية مثلا على أن نحدّد هل محاكاة اللهجة الشرقية أو العربية لإضحاك الجمهور ضرب من  العنصرية؟ هل التخلي عن وجبات الدم التي تبرّع بها أثيوبيون هو عنصرية؟ هل هتافات مثل “الموت للعرب” عنصرية؟ وهل القول أن الروسيات كلهن بائعات هوى عنصرية؟

في كل مجتمع هناك فروقات بين بني البشر على أساس البشرة ومبنى الوجه أو الجسم. إلا أن هذه الفروقات لا يُمكن أن تكون أساسا لدونية اجتماعية أو تخلّف ثقافي. تبدأ العنصرية في النقطة التي نبدأ فيها بتصنيف الناس على أساس خصائص بيولوجية وحين ننسب إليهم صفات ومواهب متدنية أو راقية. تُعرّف العنصرية في العادة على النحو التالي:

“عزو دونية لشخص أو مجموعة، من خلال استعمال خصائص نمطية ومن خلال وصف الفارق بين المجموعات بمصطلحات جوهرية بيولوجية لا تتغيّر.”

هذا التعريف جزئي. تاريخيا، كانت العنصرية البيولوجية جزءا من السيطرة الأوروبية على مستعمراتها خلف البحار. سُمّي الأصلانيون في أفريقيا وآسيا “أعراق اصلانية” ووُصفوا على أنهم لا يستطيعون التفكير بشكل مستقلّ أو فهم القانون والحكم الأوروبيين. لقد تم تحديد العِرق وفق لون البشرة ونُسبت له خصائص بيولوجية مرافقة مثل: البدائية، النطق المتأصّل، اللا نظام، أو جنسانية مبالغ فيها.

لم تكن هذه العنصرية حاضرة في السياسة فحسب، بل في المجتمع والأدب والثقافة، أيضا. فالأدب الأوروبي من غوستاف فلوبر حتى جين أوستن كان مشبعا بتوصيفات عنصرية مباشرة وغير مباشرة. العنصرية البيولوجية ميزت، أيضا، التعامل مع اليهود في أوروبا، ومن السخرية أن تظهر العنصرية في تعامل يهود مع يهود آخرين، وفي إسرائيل، أيضا. مثلا، العنصرية تجاه اليهود المتدينين “الحريديم”، صحيح أنها تأتي بلغة اجتماعية (بدائية، ثقافة متدنية، نزعة شتاتية وطفيلية) إلا أنها تنبني على خصائص جسمانية في وصف اللحى والسوالف أو رائحة الجسد لدى الرجال “الحريديم”.

إلا أن هذا التعريف للعنصرية إشكالي. لأن مصطلح “عرق” متخيّل ومُختلق، ويجعل من تعريف “العنصرية” محيرا وزئبقيا. من هنا رغبتي في الوقوف عند ثلاث إشكالات في الصيغة التي عرفنا فيها العنصرية أعلاه.

(1) العرق هو مصطلح متخيّل ـ العرق غير موجود في الطبيعة حقيقةً. العرق هو مصطلح متخيّل ومُختلق مصدره في علم البيولوجيا بدءا من القرن ألـ 18. وعلى خطى البيولوجيا، بدأ أطباء وانثروبولوجيون وعلماء لغة وسوسيولوجيون واثنولوجيون وأدباء وكتاب لاهوتيين وموظفو الحكم بتفسير دونية أو رقي مجموعة بواسطة خيال الخطاب حول العرق. بكلمات أخرى، بواسطة خطاب العِرق يتم الحديث عن فروقات بين مجموعات اجتماعية وثقافية كفروقات بيولوجية. مثلا، السؤال “مَن هو اليهودي” في ألمانيا النازية صِيغَ بلغة بيولوجية وفي مركزها إثبات وجود “دم يهودي”. لكن ما من أحد يستطيع أن يحدّد ما هي الهوية اليهودية من خلال فحص الدم. الإثبات على وجود “دم يهودي” تأسس على خصائص انثروبولوجية مثل أنماط الحياة والعادات “اليهودية” (مثل الذهاب إلى الكُنس) أو من خلال تقصي تاريخ العائلة. عندما تُصاغ الفروقات بين مجموعات ثقافية بلغة بيولوجية فإن الثقافة تُفهم على أنها قدر من الطبيعة. وفي الطبيعة كما في البيولوجيا فإن صفات المجموعات تُفهم على أنها جوهرية ولا تتغير. هنا، نقف أمام تناقض ظاهري: على الرغم من أن العِرق ليس فئة حقيقية للطبيعة، يتحوّل إلى فئة حقيقية في الواقع بسبب من تخيّله في الثقافة الإنسانية. لقد سبق للنسوية الفرنسية كوليت جيومن (Collette Guillaumin) أن أشارت إلى هذا التناقض عندما قررت: “العرق غير موجود في الحقيقة، إلا أنه متخيّل في الثقافة الإنسانية. العرق غير حقيقي، لكن الناس يُقتلون باسمه”. الخطاب المتعلق بالعِرق تطور وتوسع في أوروبا بل وتم تطبيقه كسياسة في المستعمرات خلف البحار. (في حال الإمبريالية) أو في أوروبا نفسها (مثلا، اللاسامية ضد اليهود أو تجاه المسلمين). كان للخطاب العلمي الأنثروبولوجي حول العِرق قوة هائلة إذ تم باسمه قتل أناس: مثل هذا الخطاب شكّل أساسا ضروريا لإبادة يهود أوروبا. لذلك، على الرغم من إننا مطالبون برفض استعمال “العرق” من ناحية أخلاقية، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر وجوده من الناحية السوسيولوجية.

(2) العنصرية تقارَن مع سياسات العرق لألمانيا النازية ـ المقارنة مع سياسة العرق المتطرفة للدولة النازية تصعّب تعريف العنصرية في سياقات أخرى. فالعنصرية النازية كانت متطرفة إلى درجة أن كل مقارنة للعنصرية، مهما بلغت من الحدة والهول، تنتفي أمام النازية. فهل بإمكاننا أن نسمي الحكم النازي بالاسم ذاته الذي نسمي فيه نظام الابارتهايد في جنوب أفريقيا؟ هل يُمكننا أن نساوي بين عنصرية الحكم النازي مع العنصرية ضد المواطنين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؟ ظهرت هذه الصعوبة في التعريف ضمن التعريفات القاموسية التي اعتُمدت إلى السنوات الأخيرة. مثلا، قاموس ابن شوشان عرّف العنصرية على أنها “نظرية العرق”، وهي “النظرية الخاسرة القائلة بأن الآريين هو العرق الأكثر كمالا.” يعزو هذا التعريف العنصرية إلى الدولة النازية وإلى لغة البيولوجيا وتشلّ القدرة على التحدث عنها في سياقات أخرى. وهي صعوبة تتصل بالإشكال التالي. 

 

(3) الابتعاد عن مصطلح “العرق” بعد المحرقة ـ  بعد العام 1954 حصل ابتعاد عن استعمال مصطلح “العرق” وتم استبداله بمصطلحات أخرى مثل “مجموعات الهجرة”. وقد سمى الباحث الفرنسي إطيان بليبر (Étienne Balibar) هذه العنصرية باسم “العنصرية الجديدة”، لأنها تسمح بوجود “عنصرية دون العرق”. “العنصرية الجديدة” حلّت بدل الخصائص البيولوجية لمجموعات اجتماعية ثقافية. مثلا، العادة في إسرائيل استعمال مصطلح “طائفة”. الطائفة معرفة على أنها مجموعة ذات تاريخ مشترك وعادات اجتماعية وثقافية متماثلة. على الرغم من أنها مشتقة من قاموس ثقافي، إلا أن “الطائفة” مثل “العرق” هو مصطلح متخيّل. الجدير ذكره أن توصيفات مثل “عادات الطوائف” ليس عنصريا دائما. يُمكننا القول، دون أن يكون في ذلك ذرة عنصرية، أن القادمين من اليمن يحبّون الذهاب إلى الصلاة في الكنيس بنِسَب أعلى من أولئك القادمين من الاتحاد السوفييتي. لكن عندما تتحول التوصيفات “الطائفية” إلى أقوال معياريه تصف دونية أو تفوق مجموعات فهي تتحول إلى عنصرية. يُمكن للنسبة العالية من الذاهبين إلى الكنيس أن يُفهم على أنه ميزة عنصرية إذا كان الأمر ضمن حديث عن اليهود من أصل يمني باعتبارهم “متخلفين”. الخصائص المتطابقة مع العرق متشابهة: العدد الكبير للأولاد في الأسر العربية ولدى “الحريديم”، نسبة الثقافة المتدنية لدى الشرقيين، أو الادعاء بخصوص طفيلية “الحريديم” وعدم انخراطهم في سوق العمل.

كذلك الأمر بالنسبة للفحص الأمني الانتقائي للفلسطينيين-الإسرائيليين في المطار هو مثال يُمكن أن نتعلم منه. الفحوصات الأمنية المختلفة للفلسطينيين واليهود يقوم على أساس منطقي وهو أن احتمال ارتكاب الفلسطيني عملية اعتداء أكبر من ذاك لدى اليهودي. حتى لو كان هذا الادعاء صحيحا، أمبيريقيا، يُمكننا أن نطرح مقابله الادعاء بأن المسّ بحقوق الإنسان أخطر من المخاطرة (وهي في حدود الصفر) التي يُمكن أن تحصل لو تمّ إلغاء الفحص الأمني. ولذلك، ينبغي أن نضيف الظاهرة التي لا يُمكن منعها من إهانة المواطنين العرب في أعقاب الفحص الأمني الانتقائي. وحتى لو قبلنا بالسبب المنطقي فإن النتيجة هو وجود عنصرية برعاية الدولة. والأخطر من هذا: يُفهم المواطن العربي على أنه خطر أمني ليس فقط في المطار وإنما في كل مكان ومكان: في المجمع التجاري، في الجامعة، في أماكن العمل، في المطاعم أو في البحث عن بيوت للإيجار في مناطق يهودية مثل صفد أو تل أبيب.

إن فهم العربي على أنه تهديد أمني يتجسّد بوضوح في تعديل قانون المواطنة، الذي يحظر على فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية أن يعيشوا في إسرائيل مع أزواجهم سكان المناطق أو غزة أو مواقع الشتات الفلسطيني. فقد عرّفت إسرائيل هذه المواقع على أنها دول عدوّة واستعملت هنا، أيضا، التسويغ الأمني. وقد أنتج هذا التعديل مسارين منفصلين في قانون المواطنة: لليهود وللعرب. يُمكن القول أن حنة أرنت (Hanna Arendt) حذّرت منذ العام 1950، كعِبرَة من التاريخ الأوروبي، من أن إجراء عمليات تعديل ورتق في قانون المواطنة هو من سِمَات الأنظمة العنصرية.

بسبب المركبات الإشكالية الآنفة الذكر، أقترح أن نترك مصطلح “العرق” المحدود باللغة البيولوجية وأن نبحث في مصطلح سوسيولوجي بديل هو “عَنصَرَة” (racialization). تتيح العنصرة وجود خطاب عنصري دون الخوض في التعريف المتقادم لـ”العرق”. وهي تتيح لنا تعريف العنصرية ليس فقط كلغة بيولوجية وإنما ضمن الخطاب الثقافي الأوسع.

العنصرية هي التمييز بين مجموعات على أساس العنصر أو على أساس مصطلحات ثقافية مثل الجندر والبلاد الأصلية ومكان السكنى أو اسم العائلة. بتحويل المصطلح “عرق” إلى فعل “عَنْصَرَة” نلتفّ على التعريف الصوري للعرق. العنْصَرة ليست مصطلحا سالبا وإنما فعل اجتماعي. وعليه:

“العَنْصَرَة هي فعل تخيّل إنساني بواسطة خصائص بيولوجية (مثل لون البشرة أو عرض الأنف أو كبر الثديين)، واجتماعية (مثل الفقر والبلاد الأصلية والطبقة الاجتماعية) أو ثقافية (مثل: مدى التدين أو كبر العائلة)، واستعمال هذه الخصائص التي تبدو “طبيعية” و”غير متحولة” لمنح الشرعية لعلاقة هرمية بين المجموعات والأشخاص”.

تُتيح عملية العَنصَرة تقصّي العنصرية بلغات ليست لغات بيولوجية. مثلا، في يوم الانتخابات الداخلية في حزب العمل 2005 أُجريت مقابلة إذاعية مع إحدى المناصرات لإيهود براك وقالت أن المعركة بين المرشحيْن، إيهود براك وعمير بيرتس، تذكرها بمسابقة بين قائد طائرة F-16 وبين قائد شاحنة. من الصعب أن نحدد هنا ما هو المركب العنصري (أو العرقي) في هذه المقولة. يُمكن أن ندعي لصالح القائلة أنها قارنت بين مهنتين (طيار وسائق) وليس بين مجموعتين عرقيتين (شرقيين وأشكناز). لكن من الواضح أنه في سياق النقاش هناك خيط عنصرية في أقوالها تلك. فقط قبل ذلك بقليل كان مؤيدو بيرتس في المنافسة قد وُصفوا على أنهم “ميليشيات من شمال أفريقيا”. مثل هذا المثال يؤكد أهمية تقصي آثار العنصرية المعبّر عنها بلغة اجتماعية (مهنية) وليس بلغة عنصرية مباشرة. مثال آخر هو ذاك القانون الذي يُتيح للجان القبول في البلدات الجماهيرية أن تُبقي خارجا أناسا غير “ملائمين ثقافيا” للحياة الاجتماعية في البلدة. مصطلح “الملاءمة الاجتماعية” واسع ويُتيح عنصرية على أساس قومي أو طبقي أو جندري. على هذا الأساس يتم رفض عرب وشرقيين والطبقات الدنيا أو نساء أحاديات الوالدية. كذلك مصطلح “مسعودة من سدروت” الذي انطبع في التسعينيات كأساس لسياسات المساواة في تلفزيون القناة الثانية، يتيح العنصرية بدون ذكر العرق. يشير المصطلح إلى توسيع برامج التلفزيون بحيث تتحدث إلى الناس من الفئات الدنيا الذين يعيشون في الأطراف. “مسعودة من سدروت”، كامرأة شرقية بسيطة، حُددت كمعيار لأدنى مستوى في عملية التحرير التلفزيونية. كذلك الأمر بالنسبة للمصطلح الذي طبعه أهرون براك “اختبار بوزغلو” والذي يتحدث عن المساواة التامة لكل المواطنين أمام القضاء. الأسم “بوزغلو” يأتي ليعبّر ان المكانة الأدنى للفرد الذي لا يتمتع بمنالية إلى مواقع القوة. “مسعودة من سدروت” و”اختبار بوزغلو” هما مصطلحان عنصريان جاءا بصيغة غير بيولوجية. ليس في الحالة لأولى أي صياغة “عرقية” إلا أن الأسم مسعودة وسكناها في سدروت تزودنا بالمعلومات الناقصة. في الحالة الثانية، أسم العائلة “بوزغلو هو مؤشر واضح بما فيه الكفاية. كلا المصطلحين اللذين تم نحتهما من الحاجة إلى تصحيح واقع من اللامساواة، هما مصطلحان عنصريان. كما أنهما أشارا إلى حقيقة وجود فجوة “عنصرية” بين الشرقيين والأشكناز في إسرائيل. إن الفارق بين هذين التوصيفين من خلال استعمال الأسماء ومكان السكنى وبين توصيفات عنصرية هو لفظي فحسب. وهي طرق مختلفة للتعبير عن توجه عنصري تجاه مجموعة ما. يُستدلّ من المثالين الآنفين كيف يُمكن ألا تكون العنصرية من خلال “العرق” وإنما من خلال “المطابق العرقي”. أمثلة مشابهة يُمكن أن نجدها في حقول أخرى مثل  الأدب والسينما والسياسة وأماكن العمل أو المطارات ونقاط الحدود.

أشرنا حتى الآن إلى التحولات التي مرت بها تعريفات العنصرية في السبعين سنة الأخيرة من البيولوجيا إلى المجتمع والثقافة. مع هذا من المفضل الانتباه للحركة التاريخية المقلوبة التي تحصل في العقد الأخير. فالخطاب المتعلّق بالعرق عاد إلى الواجهة إلى جانب الحديث غير المباشر للخطاب الاجتماعي والثقافي. فالمدّ الحاصل الذي يذكّر بالمدّ في نهاية القرن ألـ 19 خطاب البيولوجيا أيضا يعود إلى جدول الأعمال. ويتم دفع الحديث البيولوجي مجددا بأيدي علماء وأطباء. التهافت على الفحوصات الجينية قبل الحمل أو خلاله هي مثال لأحد أوجه عنصرَة الترتيبات والإجراءات. هنا، أيضا، وعلى الرغم من إمكانية تفسير التوجه الإسرائيلي المنفتح فيما يتصل بالفحوصات الجينية  بدوافع منطقية، فإنها تُتيح سيرورات عَرْقَنة بواسطة العرق. في ضوء تزامن العنصرية بعدة لغات (وليس فقط البيولوجية) أقترح تعريف العنصرية بشكل موسّع على أنها:

“أن تنسب دونية لشخص أو مجموعة على أساس خصائص نمطية بلغة بيولوجية واجتماعية وثقافية. ضمن اللغة العنصرية يتم فهم هذه الصفات على أنها وضيعة وأنها غير متحولة وإنما جوهرية لتلك المجموعة.”

بموجب هذا التعريف فإن العنصرية يُمكن أن تكون موجهة تجاه كل مجموعة وكذلك تجاه أبناء مجموعات مهيمنة وقوية. مثلا، القول أن الأوروبيين هم أناس باردون هو قول عنصري كذلك القول أن العرب هم أناس دافئون هو قول عنصري. مع هذا، فإنه عندما لا تكون العلاقات بين المجموعات متكافئة، فإن العنصرية تجاه مجموعات مستضعفة تضاعف من عدم المساوة القائم أصلا في المجتمع بل وتعطيه مبررا. إن توسيع التعريف هام لغرض تقصي حالات العنصرية عندما تكون بلغة منطقية أو عندما تكون بلغة اجتماعية أو ثقافية أو بيولوجية، وهي صياغات قد تموّه مصادر العنصرية.

 

فعاليات ـ

يمكننا أن نجد في هذا الفصل فعاليات وأفكارا لفعاليات مع الطلاب وأبناء الشبيبة.

نوصي أن تطبقوا مع الطلاب الفعالية الأولى التي تُتيح التعلّم عن الموضوع عن طريق لعبة الادوار والتجربة. بعد ذلك، يُمكن التواصل مع الأحداث الجارية من خلال فعاليات مختلفة واردة لاحقا. مع هذا يُمكن اختيار فعالية واحدة وتطبيقها.

الفعالية الأولى – “نقطة بيضاء على الجبين”  

مدة الفعالية: 45 دقيقة ـ ساعة ونصف الساعة

تناسب الفعالية جيل الابتدائية،[3] والإعدادية والثانوية

مواد للفعالية:

لاصقات دائرية بيضاء اللون، بطاقات مع التعليمات.

سير الفعالية:

نستعمل في هذه الفعالية تقنية لعب الادوار ونتيح للطلاب أن يجربوا ما يشعره مَن تعاني/يُعاني من العنصرية ومَن يتصرف/تتصرف بشكل عنصري. كتحضير للفعالية ولغرض تجسيد لعبة الادوار، يُمكن مشاهدة فيلم “عيون بُنية/عيون زرقاء ـ جين إليوت”، الذي يصف تجربة مشابهة في الرابط:

http://www.youtube.com/watch?v=Hqp6GnYqIjQ

تبدأ الفعالية بتقسيم الطلاب إلى مجموعتين بحيث يتمّ تأشير أعضاء إحداهما بواسطة لاصقة بيضاء على الجبين ويُطلب إليهم دخول الصف والانتظار بدون تعليمات أخرى. بينما يحصل أعضاء المجموعة الثانية على  تعليمات مكتوبة على بطاقات: التعليمات تصف أي أناس هم.

 “أنتَ/تِ مخلوق سامٍ وذو صفات نبيلة. ليس هناك مخلوقات أسمى منك، يحق لك كل شيء وهذا العالم هو ملكك. داخل الغرفة مخلوقات مع لاصق على جبهتهم، هي مخلوقات أدنى منك، وأنت لا تتحملهم/ينهم ولا تريد/ين أن تراهم/ترينهم في هذا العالم. الآن عليك أن تدخل الغرفة التي تجلس فيها هذه المخلوقات، لديك كل الحق في أن تأخذ كل ما في الغرفة وأن تتحكم في كل ما يحصل. أنت السيد/الحاكم لهذه الغرفة.” 

 الآن بعد تسليم البطاقات تدخل المجموعة غرفة الصف وتسيطر عليها. على المعلم/ة أن ت/يدخل غرفة الصف والجلوس جانبا ومراقبة ما يحصل. من المهم الانتباه وتسجيل أقوال وسلوكيات معينة تحصل.

بعد مرور 15 دقيقة على المرشد/ه المعلم/ه أن يوقف اللعبة وأن يُخرج المجموعة الأولى التي على جبهاتها لاصق وتبديل وظائف المجموعتين. وفي ختام هذا الفصل ينبغي تجميع كل المشاركين وفتح نقاش.

أسئلة للنقاش:

–           كيف شعرتم في لعبة الأدوار؟

–           لماذا شعرتم بما شعرتم به؟

–           هل كان صعب/سهل عليكم لعب دور المخلوق الأدنى؟

–           هل كان سهل/صعب أن تلعبوا دور المخلوق الأسمى؟

–          هل تعرفون أناسا عانوا من عنصرية أو تمييز؟ احكوا عن حالات تعرفونها بأنفسكم أو سمعتم عنها من أصدقاء.

–           كيف شعرتم؟ ماذا يشعر أولئك الأشخاص؟

 –          لماذا ينبغي عدم السكوت عن مظاهر العنصرية؟

–           هل هذه الظواهر تمسّ بالدمقراطية حسب رأيكم؟

–           ماذا يُمكن أن تفعلوا في مكافحة الظاهرة؟

ملاحظات هامة:

*ينبغي أن تنتبهوا إلى الديناميكا في المجموعة خلال الفعالية وأن تعكسوا بعد ذلك سلوكيات وأقوال ومن ثم العمل على مدلولاتها داخل المجموعة. كلما كانت سيرورة العمل في هذه الفعالية معمقة أكثر هكذا يكون الاحتمال أكبر في الوصول مع المجموعة إلى إدراك بشأن موضوع العنصرية وتحضير المجموعة لنقاش عن العنصرية في المجتمع.

**  تأخذ هذه الفعالية المشاركين إلى واقع صعب، وقد تسبب لبعض الطلاب نوعا من الحرج أو أن تبعث لديهم مشاعر ثقيلة خاصة لدى أولئك غير المعتادين على أن يكوا ضحية تمييز من الآخرين. وعليه، ينبغي أن يكون المعلم/ة يقظا/ةً لما يحصل في الصف. وفي حال انزلق الطلاب إلى عنف كلامي أو جسدي عليهما وقف اللعبة وفتح نقاش في الصف، كأن ت/يسأل مَن أحس بالحزن أو بالسوء ولماذا أحس/ت بذلك.

***  خلال استبدال الأدوار بين المجموعتين، يُمكن رؤية تبنّي أعضاء المجموعة التي عانت التمييز في المرحلة الأولى سلوكيات أعضاء المجموعة الثانية، بل قد يتصرفون على نحو أكثر قسوة. من هنا أهمية أن ت/يعكس المعلم للطلاب مثل هذه السلوك.

تلخيص:

في النهاية يكون على المعلم/ة أن تُ/يُعرف ما هي العنصرية[4] والتأكيد أنها ظاهرة اجتماعية قائمة بيننا وفي العالم، وأنها تقوم على أساس مبنى القوة بين بني البشر; في حال امتلك شخص أو مجموعة القوة فإنهما يسعيان إلى قمع الآخرين، وأن الطريقة الوحيدة هي الاعتراف باختلاف الآخرين وباحترامهم على ما هم عليه. في التلخيص، ينبغي التأكيد على مسؤولية كل مواطن/ة في مكافحة العنصرية وتشجيع العمل ضدها.

الفعالية الثانية ـ “هل نحن أيضا عنصريون؟”

مدة الفعالية: 45 دقيقة ـ ساعة ونصف الساعة

الفعالية مناسبة لجيل الإعدادية والثانوية.

مواد مطلوبة: أفلام قصيرة، بطاقات كُتب عليها: أنا حزين، أتماثل، أعارض، أتفهم، أتحفظ، أعتقد، منذهل/ة، مندهش/ة.

سير الفعالية:

في هذه الفعالية نوصي المعلمين والمعلمات أن يستعملوا الأفلام القصيرة كمنهجية تشكل بالنسبة للطلاب محفزا لنقاش أكثر عمقا، والتأمل في الواقع الجاري وفي مظاهر العنصرية ضد مجموعات أقلية في مجتمعهم. يتم التأمل من خلال قصص نساء سوداوات البشرة في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل ومن خلال قصص الأثيوبيين وما يعانونه من عنصرية في المجتمع الإسرائيلي.

الفيلم الأول ـ “نحن أيضا عنصريون” ـ تجدونه في الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=LNjXHyOjHLQ.

 (يُمكن، أيضا، البحث عنه في الإنترنيت من خلال اسمه في موقع: (YouTube)

أنتجت الفيلم طالبات ثانوية من مدرسة “راهبات الفرنسيسكان” في الناصرة بالتعاون مع مجموعة “نساء من أجل التغيير نحو الأفضل” في كفر قاسم، في إطار دراستهم موضوع الإعلام. يدور الفيلم حول العنصرية في المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل تجاه النساء السود البشرة ويتتبع نشاط مجموعة العمل في كفر قاسم “نساء من أجل التغيير نحو الأفضل”، وهي مجموعة من النساء سوداوات البشرة اللاتي يناضلن ضد العنصرية الموجّهة ضدهن وضد أبنائهن في المجتمع. وفي الفيلم، أيضا، مقاطع من فيلم “دورة تعليم السينما” بإشراف المخرج أوري روزنووكس، صورتها وحررتها مجموعة نساء سوداوات البشرة من رهط في النقب. وتخرج النساء في هذا الفيلم إلى رحلة لتقصّي أصولهن في أفريقيا.

الفيلم الثاني ـ “عنصرية ضد الأثيوبيين في روضة أطفال دينية توراتية” ـ وهو عبارة عن تقرير بثّه تلفزيون القناة الثانية عن الفصل بين أطفال أثيوبيين وبين أطفال بيض البشرة في روضة دينية. يُمكن إيجاد الفيلم في الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=ae78ufwlj6c.

 يُمكنكم أيضا أن تجدوه بالبحث في موقع -YouTube :

بعد عرض أحد الفيلمين ينبغي إجلاس الطلاب بصورة دائرية. ويطلب منهم أن يصفوا المشاعر المختلفة التي انبعثت لديهم من مشاهدة الفيلم. يُطلب من كل طالب وطالبة أن يختارا بطاقة تتضمن التعبير الذي يصف مشاعره/ا في ضوء ما شاهده. ويُطلب من كل طالبة أو طالب أن يشرحا لماذا اختارا البطاقة وما هو الشعور بعد عرض الفيلم.

أسئلة للنقاش:

–           لماذا اخترت هذه البطاقة؟

–           ما الذي شعرت به خلال مشاهدة الفيلم?

–           هل هناك شخصيات في الفيلم تواصلت معها؟

–           هل تعرفون عن قصص مشابهة في محيطكم؟

–           ماذا كان موقفك من سود البشرة/الأثيوبيين قبل أن تشاهد/ي الفيلم؟

 –          هل ساعدك الفيلم على فحص مواقفك والتفكير فيها؟

–           في ضوء حقيقة وجود عنصرية في المجتمع هل تعتقدون أن الفيلم يساهم في إلغاء العنصرية؟

–           هل لديكم المزيد من الأفكار لمواجهة العنصرية؟

ملاحظة:

بعد عرض الفيلم، ت/يستطيع المعلم/ة أن ت/يوزع الطلاب إلى مجموعات صغيرة تحصل كل منها على سؤال لتجيب عليه. تُكتب كل مجموعة نتائج النقاش على لوحة من “البريستول” ثم تعرض مضمونها لدى العودة للهيئة العامة.

تلخيص:

من المهم بل المفضل أن ت/يعقّب المعلمة/ة في نهاية الفعالية وبعد النقاش على التعريفات المختلفة للعنصرية وأن ت/يُعطي للطلاب الاطلاع على التعريفات المختلفة للعنصرية.

إضافة إلى ذلك من المهم أن يتم تشجيع الطلاب للانضمام إلى نضالات مختلفة ضد العنصرية وأن يُشرح لهم أن النضال ضد العنصرية ينبغي ألا يكون نضال مجموعات بعينها تعاني من العنصرية بشكل مباشر وإنما نضال كل المجتمع وعليه فهناك متسع لكل واحدة وواحد منّا.

الفعالية الثالثة ـ اختلاف وأفكار مسبقة 

مدة الفعالية ـ ساعة ونصف الساعة

الفعالية تناسب أجيال الإعدادية والثانوية.

مواد للفعالية: صور مطبوعة، أوراق للكتابة، أقلام, شريط فيلم صور متحرك.

سير الفعالية:

تساعد هذه الفعالية الطلاب على إدراك حقيقة وجود اختلاف بين الأشخاص وعلى تقبل واحترام أُخروية الآخر.

هدف الفعالية:

–           تذويت قيم المساواة، تقبل واحترام الآخر واختلافه.

–           نسف الأساطير والأفكار المسبقة لدى الطلاب.

الجزء الأول:

ت/يعرض المعلم/ة في الجزء الأول من الفعالية أمام الطلاب. دون أن يحكي عن القصد الحقيقي للفعالية، يروي الحكاية التالية: “توجهوا إلي من مجلة مشهورة وطلبوا إليّ أن أكتب قصة للصور التي وجدوها في صندوق بريدهم. أنا بحاجة إلى مساعدتكم بأن يكتب كل منكم قصة على واحدة من الصور تصف الصورة  التي اختارها”. ت/يوزع المعلم/ة أوراق وأقلام وت/يطلب من كل واحد/ة أن ت/يكتب القصة بمفرده/ا.

الصور التقطها أولاد سود البشرة من كفر قاسم في إطار المشروع التربوي “أولاد يصورون: حقوق الإنسان” الذي أشرفت عليه جمعية حقوق المواطن بالتعاون مع مجموعة العمل “نساء من أجل التغيير نحو الأفضل” في كفر قاسم. وتضمن المشروع دورة للتصوير الاجتماعي في موضوع حقوق الإنسان ومعرضا متنقلا للصور بعنوان “فايت في الصورة”[5].

بدائل أخرى:

–           يُمكن أن يُطلب من الطلاب أن يحكوا شفهيا بدل الكتابة

–           يُمكن الطلب من الطلاب أن يُغمضوا أعينهم لدقيقتين وأن يصفوا القصة التي تحكيها الصورة.

الجزء الثاني:

يُطلب من الطلاب أن يقرأوا القصص التي كتبوها. من الممكن أن تعكس بعض القصص أفكارا مسبقة لدى الطلاب تجاه أناس سود البشرة، ومن المهم أن ت/يكون المعلم/ة يقظ/ة للأفكار النمطية التي تظهر فيما يحكيه الطلاب. بعد قراءة القصص ينبغي فتح نقاش مع الطلاب.

أسئلة للنقاش:

–           ما الذي رأيته في الصورة التي اخترتها؟

–           لماذا كتبت هذه القصة؟

–           ما هو الاختلاف في نظرك؟

–           ما هو ردّ فعلك عندما ترى/ين شخصا مختلفا عنك؟

–           هل يُمكن أن تكون للصورة التي اخترتها قصة أخرى؟

الجزء الثالث:

بعد النقاش مع الطلاب ت/يعرض المعلم يروي المعلم قصة الأولاد الذين التقطوا الصور . في هذه المرحلة يُمكن فتح نقاش ومساعدة الطلاب على الربط بين الصور وبين موضوع العنصرية والأفكار المسبقة.

اسئلة للنقاش:

–           ماذا تستنتجون من القصة التي سمعتموها؟

 –          ما هو المطلوب منّا للعيش سوية رغم الاختلاف بيننا؟

–           كيف تتصل الأفكار المسبقة بالعنصرية؟

–           ما هي القيم التي تعلمتموها من هذه الفعالية؟

تلخيص:

 في النهاية، ت/يفتح المعلم/ة نقاشا حول السؤال عما نستطيع أن نفعله كي يكون المجتمع أكثر تسامحا مع الآخر أو الأخرى.

ملاحظات هامة:

 * من المهم جدا إحداث الربط بين الطلاب وبين بيئتهم المدرسية في الصف وبشكل عام، أو بينهم وبين البيئة التي يعيشون فيها مثل البيت والحي والبلدة والقرية والإتيان بأمثلة من هناك.

** من المهم أن يتم تعريف الأفكار المسبقة ومصدر هذه الأفكار.

***  ينبغي التأكيد على أن يعرف الطلاب التمييز بين الاختلاف الجسدي والعرقي والثقافي القومي.

****  من المهم التأكيد أمام الطلاب على أهمية المساواة بين كل بني البشر.

تلخيص: أفكار للعمل

بعد مرحلة النقاش في كل فعالية يُمكن أن يُطلب من الطلاب اقتراح نشاطات للعمل. فيما يلي نماذج من اقتراحات لعمل تربوي في الصف والمدرسة. وكذلك اقتراحات لفعاليات خارج جدران المدرسة.

أ ـ أفكار للعمل داخل الصف أو المدرسة على مدار السنة الدراسية:

 ـ معلمو ومعلمات اللغات: اطلبوا من الطلاب أن يكتبوا مواضيع الإنشاء حول العنصرية والتحادث معهم حول ذلك. يُمكن أيضا اختيار نصوص تتصل بالظاهرة أو التأكيد على قيم ديمقراطية في نصوص أخرى.

ـ معلمو ومعلمات التاريخ: التحدث عن قصص العنصرية في التاريخ وعما يُمكن أن نتعلم منها؟ وربط ذلك بما يحصل اليوم.

ـ معلمو ومعلمات الرياضة: تحدثوا عن أقوال وتصريحات عنصرية من الملاعب، وعن العنصرية في الرياضة بشكل عام.

ـ شجعوا التربية القِيَمية في المدارس والتأكيد على مصطلحات من المهم الوقوف عندها: الكرامة، حقوق الإنسان، الإنصاف، الاختلاف والتعددية الثقافية.

ـ صيغوا ميثاقا مدرسيا ضد العنصرية.

ـ قسموا الطلاب إلى مجموعات صغيرة يكون عليها أن تضع ميثاقا يساعد في النضال ضد التمييز وضد التعامل غير المُنصف مع طلاب في المدرسة أو الصف. بعدها، افتحوا نقاشا في الصف حول مضمون الميثاق.

ـ اجمعوا بين أزواجا من الطلاب “المختلفين” مع التأكيد على أزواج لا يعرف أحدهما الآخر جيدا. يوثق الطالبان على مدار عدة أيام التعامل المختلف الذي يحصل عليه كل منهما، على أن يفحصوا هل كان في هذا التعامل ما أحسوا به كـ”تمييز” أو “غير مُنصف”.

ـ ليُفكر الطلاب في مزايا لدى مجموعة أخرى لا يعرفونها وينفرون منها (أكل “مُنتِن”، كلمات يسمعونها بكثرة ولا يفهمون لماذا، وما إلى ذلك)، وليفحصوا كيف توصف هذه المزايا عند تلك المجموعة. أما المرحلة الثانية، فتكون بمحاولة التفكير بمزايا كهذه في ثقافة ينتمون إليها من شأنها أن تكون منفرة لأناس من خارج المجموعة.

ـ توثيق السخرية الموجهة تجاه مجموعات مختلفة في المدرسة: نِكات عن العرب والروس والأثيوبيين وفي داخل المجتمع عن البدو  والفلاحين وعن سود البشرة عن ألاجئين  ومواطني البلد الأصليين….

ـ أطلبوا أن يبحث الطلاب في الحيّ أو المدرسة عن شعارات أو إعلانات أو جرافيتي وما إلى ذلك تتضمن إشارة إلى موضوع العنصرية (للإيجاب أو السلب) وأن يصوروها.

ـ التحاور في أخبار أو تقارير نشرت في الآونة الأخيرة في الإعلام وتتصل بمظاهر العنصرية. يُمكن أن توزع في هذا الإطار مهمات على الطلاب (مثلا، البحث في الإنترنيت عن قصص وعرضها في غرفة الصف).

ـ البحث عن نضالات اشتهرت وحظيت بتغطية إعلامية في مناهضة العنصرية والإجابة حسب التعليمات: أ. تحدثوا عن الحالة باختصار. ب. ما هو السلوك العنصري بالضبط في هذه الحالة. ج. صِفوا الوقائع من وجهة نظر الشخص الذي تم المسّ به ومن زاوية الشخص الذي أحدث المسّ. د. صِفوا كيف تصرف/ت الشخص الذي تعرض للأذى في تلك الحالة وهلّ تحركت بيئته حيال ما فعله؟ هل أيدت أو عارضت؟ و. هل نجح النضال؟ لماذا؟

ـ كتابة يوميات لمدة أسبوع والتوثيق من مصادر مختلفة في الإعلام لغة فيها تعميم أو أفكار نمطية أو أفكار مسبقة أو تعليقات على خصائص مختلفة من خلال وصفها كسالبة وغير متحولة.

ب ـ      أفكار لفعاليات لمناسبة اليوم العالمي لإلغاء التمييز العنصري ـ 21/3:

 ـ خصصوا ساعة أو أكثر للحديث عن الموضوع واعتمدوا فعاليات مناسبة في حصة التربية.

ـ اطلبوا فعاليات تربوية في الموضوع (عرض مسرحي، أفلام وثائقية، عروض فنية وما إلى ذلك). بعد كل فعالية من المهم فتح نقاش مع الفنانين.

 ـ نظموا محاضرات وجلسات حوار وما إلى ذلك.

ـ أعلنوا عن مسابقة في التصوير أو الرسم أو كتابة موضوع إنشاء أو مقال أو إعداد ملصق أو فيلم في موضوع العنصرية في المجتمع. على أن يتم مناقشة الأعمال في الصف.

 

ج.         أفكار للعمل والفاعلية ضد العنصرية:

ـ أن تلاحظوا لزملائكم على تفوّهات عنصرية (وهو عمل هام جدا ينزع الشرعية عن الظاهرة)

ـ كتابة رسالة في البريد الألكتروني لصحف/ة أو عضو كنيست أو شخصية اجتماعية استعمل/ت قولا نمطيا ضد مجموعة معينة أو ضد إنسان بعينه.

ـ إسماع صوت احتجاج أو استنكار للظاهرة في مواقع الإنترنيت والفيسبوك والشبكات الاجتماعية الأخرى. مثلا، أن تكتبوا عمودا (بوست) في الفيسبوك او بناء وكتابة مدونة عن الموضوع.

ـ كتابة رسالة إلى متخذي القرار ضد التمييز أو ضد فعل عنصري.

مواد للإثراء

كُتب ومقالات:

יהודה שנהב ויוסי יונה (עורכים) (2008), גזענות בישראל. תל אביב וירושלים: הקיבוץ המאוחד ומכון ון ליר בירושלים.

استعراض للكتاب ومحتوياته ونص المقدمة تجدونها على الرابط التالي: http://www.vanleer.org.il/heb/publications.asp?id=101

الائتلاف لمناهضة العنصرية (2011), تقرير العنصرية 2011. تجدونه في الرابط التالي:  http://www.fightracism.org/Article.asp?aid=79

فعاليات تربوية

قسم التربية في جمعية حقوق المواطن (15.3.2011), “من اجل نجمة خضراء”… – فعالية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية”. انظروا الرابط التالي: https://education.acri.org.il/2011/03/15/racism-activity

لجنة التوجيه “الأمم الأولى ” (FNESC) من وضع أريك د. وونغ ـ (2002), دوسية بأدوات مناهضة للعنصرية ـ ملف الفعاليات ـ للاستعمال في الورش والصفوف (بالإنجليزية). أنظروا الرابط التالي:

http://www.fnesc.ca/Attachments/Anti-Racism/PDF’s/ARToolkitActivitySet.pdf

التربية للتسامح: مشروع المركز القانوني للجنوب الفقير ـ (SPLC)  موقع بالإنجليزية يحتوي على فعاليات لتطوير التسامح وضد العنصرية:

: http://www.tolerance.org/activity/anti-racism-activity-sneetches

 

تقارير في الإعلام والإنترنيت:

غرماو منغيستو (23.7.2009), “הנורה האדומה המהבהבת”, העין השביעית. تقرير يعالج العنصرية ضد الأثيوبيين ويظهر في الرابط التالي:

http://www.the7eye.org.il/articles/pages/230709_racism_in_israel_against_ethiopian.aspx

الأولاد والعنصرية, نشره Not Chris في مجموعة أولياء الأمور Squidoo.com. وهو مقال يُعنى بالأوجه المختلفة التي يُمكن تربية الولاد من خلالها ضد العنصرية ويظهر في الرابط التالي: http://www.squidoo.com/learnrespectearly

مواقع إنترنيت:

العنصرية والتمييز، موقع جمعية حقوق المواطن في إسرائيل

 http://www.acri.org.il/he/?cat=26

موقع الائتلاف لمكافحة العنصرية

: http://www.fightracism.org

أفلام*

“عيون بنية وعيون زرقاء- تجربة المربية جين اليوت.

http://www.youtube.com/watch?v=Hqp6GnYqIjQ

تجربة جين اليوت عيون بنية وعيون زرقاء الجزء الاول:

: http://www.youtube.com/watch?v=Bf2LB0IG1xo

تجربة جين اليوت – عيون بنية وعيون زرقاء الجزء الثاني:

http://www.youtube.com/watch?v=neEVoFODQOE

“إحنا كمان عنصريين”

: http://www.youtube.com/watch?v=LNjXHyOjHLQ

“العنصرية تجاه أطفال إثيوبيين في روضة أطفال دينية توراتية”:

http://www.youtube.com/watch?v=ae78ufwlj6c

قصة لانا وتيسير من عكا مع تعديل قانون المواطنة

http://www.youtube.com/watch?v=ivrChYvydm8

http://www.youtube.com/watch?v=5tiImZe8tLA&feature=related

عن العنصرية في إسرائيل تجاه اللاجئين السودانيين:

http://www.youtube.com/watch?v=EN-Wr3X2Mpc

* ملاحظة: لغرض ترجمة الأفلام في ألـ YouTube ينبغي الضغط على -cc الأحمر إلى اليمين في الأسفل، واختيار إمكانية “انسخ الأوديو” وبعد ذلك اضغط على قبول ترجمة الكلام واختيار اللغة المطلوبة.


[1]  لمزيد من التفاصيل,  أنظروا تقرير العنصرية 2011  في موقع الائتلاف لمكافحة العنصرية. : http://www.fightracism.org/Article.asp?aid=79

[2]  شكرا لحجاي بوعز وريبي جيليس ودفنة هيرش وآفي زيف على ملاحظاتهم المفيدة. للاستزادة : يهودا شنهاف ويوسي يونا (محرران) (2009). العنصرية في إسرائيل. تل أبيب والقدس: إصدار هكيبوتس همؤوحاد ومعهد فان لير.

[3] للصفوف الدنيا ينبغي ملاءمة الفعالية لجيل الطلاب مع محاول وصلهم مع عالم من المضامين يناسبهم. نوصي بإطلاعهم على “The Sneetches” التي وزعناها السنة الفائتة لمناسبة اليوم العالمي لإلغاء التمييز العنصري على الرابط التالي:  من اجل نجمة خضراء….

[4] نشجع على استخدام تعريف العنصرية الذي كتبه بروفيسور يهودا شنهاف خصيصا لهذه الحقيبة التربوية انظروا في الصفحة 8

[5]فايت في الصورة حكاية الذين يحاول المجتمع إخراجهم من صورته لكنهم بفرحهم بأحلامهم بقدراتهم بعنادهم يدخلون الصورة ليجعلوها  أكثر صدقا  دون استئذان. المدارس التي ترغب بطلب المعرض مدعوون للاتصال بقسم التربية في جمعية حقوق المواطن. لمزيد من المعلومات حول المعرض شاهدوا الرابط التالي: http://www.rozana.co.il/wiki/article.asp?article=31199

                                                                                                   

                                                                 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للنشر والطباعة:
  • Print
  • Facebook
  • Twitter
  • email

دليل:

التصنيفات: فعاليات تربويه

أضف تعليق

עליך להיות מחובר למערכת כדי להגיב.