CC-PD-Mark
تحضير: خلود ادريس
هددت سلطة السجون الإسرائيلية باستخدام التغذية القسرية لمواجهة الإضراب عن الطعام لما يقارب 1600 أسير فلسطيني المضربين عن الطعام منذ أسابيع من اجل إيقاف الانتهاك المستمرّ لحقوقهم وتوفير الخدمات الاساسيّة لهم داخل السجون، ومنها: إنهاء العزل الانفرادي والاعتقالات الإدارية، وقف العقوبات الفردية والجماعية وعودة زيارة الأهالي، إضافة إلى تحسين ظروف اعتقالهم واعادة إمكانية التعليم الجامعي والتوجيهي والسماح لهم بإدخال الكتب والصحف والمجلات الى السجن. هذه الحقوق تضمنها لهم المواثيق الدولية وقوانين حقوق الانسان.
الاضراب عن الطعام هو أداة احتجاجية وشكل من أشكال المقاومة السلمية، يمتنع خلالها الشخص عن الطعام بغية تحقيق اهدافه ومطالبه، معظم المضربين عن الطعام لا يضربون عن السوائل، إنما يمتنعون عن تناول الطعام الصلب. اضافة الى ذلك، فانّ الاضراب عن الطعام في الواقع هو واحدة من الاليات القليلة المتاحة للسجناء الامنيّن لممارسة حقهم في حرية الاحتجاج.
أعلنت السلطات مؤخّراً عن نيتها باستعمال تعديل قانون «التغذية القسرية” والذي يمكن بموجبه لمفوّض مصلحة السجون التوجه للمستشار القضائي للحكومة ورئيس المحكمة المركزية بطلب للحصول على تصريح منح علاج قسري لاسير مضرب عن الطعام ، وذلك اذا رأى ان هناك خطرا صحيا على صحة المضرب عن الطعام ، ويمكن ان يؤدي اضرابه عن الطعام لاعاقة او ضرر خطير في صحته . وبموجب التعديل للقانون، فان العلاج يمكن ان يعطى حتى لو رفض الاسير ذلك، ويتيح التعديل استخدام القوة لإطعام الاسرى المضربين عن الطعام قسرا ولإعطاء العلاج الطبي عن طريق إرغام الأسير المضرب عن الطعام بالقوة على تناول الطعام والسوائل.
على ضوء ذلك تطوّر نقاش عام حول شرعية واخلاقيات هذا القانون. فمن جهة اعلنت نقابة الأطباء في إسرائيل معارضتها للقانون ورفض الأطباء تطبيقه بادعاء بانها أعمال تخالف أخلاقيات مهنة الطب وتمس بحرية الضمير , وقال نقيــب الأطباء فــي إســرائيل الدكتور ليونيد ايدلمان، ان القانون يعتبر «نقطة ســوداء في كتــاب قوانين إســرائيل، فهو مضــر ولا حاجة لــه». وأضــاف أن «الأطباء ســيواصلون العمل حســب أخلاق المهنة الطبية التي تمنعهم من المشــاركة في التغذية القسرية”، وأن الإطعام القســري. هو تعذيب حسب المفاهيم الطبية. واكد خطر هذا الاجراء على الاسرى. وايضا ادعت منظمات حقوقية ان هذا القانون يمسّ بحقوق الانسان وهو مناقض للتشريعات الديمقراطيّة التي ترتكز على احترام الانسان ورغبته وكرامته. وحذرت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل على أن “التغذية القسرية ممنوعة لأنها تمس بحق الإنسان بمعارضة العلاج وبحقه في استقلالية جسده وكرامته”.
من جهة اخرى أيّدت ادارة السجون ووزارة الداخلية القانون مدّعيةً انه جاء للمحافظة على حياة الاسرى وحماية المواطنين الاسرائيليين من تهديد الاسرى على حياتهم في حال خروجهم من السجن. وقال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان : “القانون الجديد يخلق التوازن المناسب ما بين حق اسرائيل في حماية مواطنيها وواجب التصرف بشكل انساني اتجاه أي شخص تحت حمايتها….أن السجناء الامنيين يستعملون الاضرابات عن الطعام كأداة في محاولة ضغط وتهديد على الدولة وبالتّالي دفعها الى اطلاق سراحهم. القانون الجديد يسمح لنا بتجنّب المخاطر على حياة السجناء ومنعهم من ممارسة الضغوط على الدولة”.
وفيها يتعلّق بالقوانين والمواثيق الدولية، فأنها تعتبر عملية التغذية القسرية نوعاً من أنواع التعذيب الجسدي والإهانة، فالقانون الدولي كفل للأسير الحق في اللجوء لوسائل احتجاجية سلمية من أجل التعبير عن مطالبه المستحقّة والمشروعة ومن ضمنها الحق في الإضراب، كما اعطى للأسير الحق في التحكم بجسده ورفض كافة أساليب التغذية القسرية وذلك بعد أن يكون الأسير مدركاً وواعٍ لكافة الآثار الناجمة عن إضرابه.
أن تعديل قانون التغذية القسرية للسجناء الامنيين هو وثيقة تتناقض ليس فقط مع القوانين و والمواثيق الدولية التي وقعت عليها اسرائيل والتي تعتبر عملية التغذية القسرية نوعاً من أنواع التعذيب الجسدي والإهانة وحق للأسير، بل ومع قوانين دولة اسرائيل نفسها وعلى رأسها قانون حقوق المريض، والذي يستوجب موافقة واعية للمريض على كل علاج طبي، وقانون كرامة الانسان وحريته الذي يمنع التمييز .
النقاش حول التغذية القسرية يوضح التصادم بين حقوق السجين،: الحق في الحرية والكرامة وحقه في رفض العلاج الطبي، وبين واجب الدولة المحافظة على مبدأ سيادة القانون, و الحق في الحياة والأمن والسلامة البدنية.
اسئلة للنقاش :
I. اذكر/ي واعرض/ي الحقوق التي يطالب السجناء بتحقيقها؟
II. اذكري واعرض/ي احدى الحقوق التي تمس بها الية التغذية القسرية؟
III. اشرح/ي وجهة نظر نقابة الاطباء من موضوع التغذية القسريّة واذكر/ي اي الحقوق التي تمس؟
IV. اذكر/ي واعرض/ي الحقّوق التي ترغب سلطة السجون في حمايتها من خلال تعديل القانون.
V. عبر/ي عن موقفك من مسألة التغذية القسرية، واعرض/ي تعليلين يدعمان موقفك، ويعتمدان على مصطلحات من مجال المدنيات.
فعالية مقترحة:
أهداف الفعالية
أ. تعلّم العلاقات بين الحق في حريّة التعبير وبين الحق في الأمن الشخصي وأمن المجموعة والأمن القومي.
ب. التمرن على طرق التعامل مع التناقض ما بين الحقوق الديمُقراطية المختلفة.
الأدوات: أوراق وأدوات كتابة, أجهزة حاسوب مرتبطة بالإنترنت، أو تصريح لاستخدام الهواتف المحمولة.
- بطاقات أحداث – يُكتب على كل بطاقة واحد من الأحداث من القائمة التالية:
سيرورة الفعالية
1. يتم تقسيم الطلاب لمجموعات تتكون من 5 مشاركين/ات.
2. على كل مجموعة أن تختار إحدى البطاقات المكتوب عليها واحد من الأحداث التي في القائمة المقترحة أعلاه
3. على كل مجموعه أن تبحث عن معلومات متعلقة بالحدث المذكور في البطاقة عبر الإنترنت.
4. حوار في المجموعات الصغيرة :
• اذكر/ي واعرض/ي الحقوق التي ّ يهدف الاضراب الى حمايتها؟
• اذكر/ي واعرض/ي الحقوق التي يهدف تعديل القانون الى حمايتها؟
5. حوار في المجموعات الكبيرة :
• يتوجب استيضاح المصادر التي استخدمها الطلاب/الطالبات للتعلّم عن الحدث.
• يتوجب استيضاح إن نقصت عليهم أية معلومات ذات علاقة بالمهمة، هل قاموا بالبحث عن هذه المعلومات؟ هل هذه المعلومات موجودة لكنهم لم يجدوها؟ هل هم يظنون أن هذه المعلومات لا تُنشر لأسباب أمنية؟
• على كل مجموعة أن تصف الحدث خاصتهم، وأن تصف اي الحقوق التي مست وطالب المضربون بستحقاقها؟
حوار تلخيصي: يُطلب من الطلاب/الطالبات أن يُلخصوا بشكل حر مدى تعلّمهم عن العلاقة بين حريّة التعبير وبين الحق بالأمن.
للتوسع : خلفية وشرح عام عن ظاهرة “الاضراب عن الطعام ” واسبابها : هنا
الاضرابات التاريخية:
غاندي” و“بهجت سنغ”: هنا المطالبات بحق اقتراع المرأة في بريطانيا وأمريكا: هنا الجمهوريون الإيرلنديون: هنا الإضراب الفلسطيني الجماعي عن الطعام لعام 2012: هنا الإضراب الإيرلندي عن الطعام عام 1981: هنا المنشقون السياسيون في كوبا: هنا السجناء السياسيّون في تركيا: هنا
حالات حديثة بين سنة 2000-2016:
أكبر غانجي , سوامي نيجاماناند , سوامي نيجاماناند , آنا هازاري سامر العيساوي محمد صلاح سلطان إبراهيم اليماني محمود عيسى خضر عدنان محمد القيق