مجموعة فعاليات في موضوع الحق في الخصوصية في العصر التكنولوجي
تمهيد للمعلم
الحق في الخصوصية يمنح الفرد حيزا يستطيع فيه إدارة شؤون حياته الشخصية دون أن تكون مكشوفة للآخرين ودون تدخلهم، ويُتيح له التحكم بالتفاصيل والمعلومات عن شخصه. يشكل الحق في الخصوصية جزءا هاما من موضوعة كرامة الإنسان، خاصة وإن المسّ في الخصوصية أحيانا كثيرة يُفضي إلى المسّ بالكرامة وبالسُمعة الطيبة للشخص المعني. إلا أن التطورات التكنولوجية في السنوات الأخيرة جعلت الحق في الخصوصية عُرضة للمسّ أكثر من أي وقت مضى. ففي قواعد البيانات المُحوْسبة ـ العامة والخاصة ـ تُحفظ كميات هائلة من المعلومات هي عرضة للاختراق أو لتسرّب المعلومات. تتوفّر للكثير من الموظفين في الدوائر الحكومية والبنوك والمؤسسات المالية والتعليمية في الشركات والمنظمات المحوسبة معلومات خاصة تتعلق بنا: معلومات عن وضعنا الاقتصادي، عن المكالمات الهاتفية التي أجريناها وعن التعاقدات التي نُجريها عبر البريد الألكتروني وما إلى ذلك. تُستعمل المعلومات الشخصية التي تم جمعها لأغراض محددة في أحيان كثيرة لتحقيق أهداف أخرى. هكذا مثلا، قد يتلقى شخص ثكل عزيزا عليه مكالمة هاتفية من مُصمم شواهد قبور أو من شركة ورود أو من شركة إرساليات الطعام للناس في حداد، دون أن يعرف كيف وصلت تفاصيله إلى كل هذه الجهات. في إحدى الحالات أتاحت ثغرة في موقع الإنترنيت التابع لمستشفى “إيخيلوف” الاطلاع دون أي عائق تفاصيل شخصية عن المرضى.
للمزيد »