وصلتم إلى ملفّ المواد التربوية الخاصة بجمعية حقوق المواطن.
للوصول إلى الموقع الجديد للورشة، اضغطوا هنا >>

مرحبًا بكم في الورشة.

إذا كنتم مؤمنين بالتربية للقيم وليس فقط للتحصيل، وبأن التربية أساسية في عمليات التغيير الاجتماعي وبأن كل مربٍ ومربية تستطيع المشاركة في بناء مجتمع متسامح وديمقراطي وخال من العنصرية، فإنكم وصلتم المكان المناسب. انضموا إلى مربيات ومربين يربون أبناء الشبيبة على أن يكبروا مع وعي ديمقراطي. هذا الموقع موجود لمساعدتكم أنتم الذين تفكرون بشكل مغاير

التربية المدنيّة في إسرائيل- ميخال براك- مجلة عدالة الألكترونية، العدد 18، أيلول 2005

آخر تحديث في تاريخ 16/08/2015

من المهمّ تربية الطلاب على مواجهة حالات الصراع، على تحليل حالات مركّبة، اتخاذ موقف ثابت والتعبير عنه.

ميخال براك[1] | مجلة عدالة الألكترونية، العدد 18، أيلول 2005
نُشر، مؤخّرًا، في صحيفة “هآرتس” خبر عن منهاج تعليميّ تجريبيّ للبجروت في موضوع التعدّدية الثقافية، أعدّته مديرية التربية والتعليم في القدس، وقد خُصّص لطلاب صفوف العاشر في المدارس الواقعة في أرجاء مدينة القدس، بما فيها المدارس اليهودية الرسمية، والرسميّة الدينية والمدارس العربية. كان من المفروض أن يدرس الطلاب المنهاج على امتداد ثلاث سنوات، في إطار 5 وحدات تعليميّة. جاء في الخبر المنشور في “هآرتس”، ضمن أشياء أخرى، أنّ قائمة المقالات التي يستند إليها هذا المنهاج تتضمّن مقالات لإدوارد سعيد وعزمي بشارة. وفي الأسبوع نفسه، وعلى أثر نشر الخبر، قرّرت وزيرة المعارف ورئيس السكرتارية التربوية في وزارة المعارف إلغاء المنهاج. أمّا سبب الإلغاء، وفق خبر آخر نُشر في صحيفة “هآرتس”، فقد كان المقالات التي ذُكرت أعلاه.

إنّ هذه الحادثة الهامشيّة تميّز التعامل مع التربية المدنيّة في إسرائيل. ينظر الى التربية المدنيّة في إسرائيل على أنها موضوعًا سياسيًّا محطّ اختلاف في الرأي. ويدّعي بدهتسور وبرليغر (2004، ص 73) أنّ هذه الرؤية تستند الى التناقض الجوهري في التربية المدنية:

“حقيقة وجود مصالح بارزة لكلّ التيّارات السياسية في إسرائيل في كلّ ما يتعلّق ببلورة ماهية التربية للمواطنة في إسرائيل، أدّت إلى ربط الصراع المضمونيّ المتعلّق بها بالصراع السياسي… حقيقة أنّ التربية للمواطنة (عمليًّا، عدم نجاعتها) تمسّ صلب النزاع السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، وكونها متأثّرة بالقيم الأساسية المتعلّقة ببلورة صورة إسرائيل وتؤثّر عليها، جعلتها أداةً مركزيةً في النزاع المتواصل بين تيّارين سياسيين، ينظران بشكل مختلف إلى الصورة المستقبلية للدولة”.

لا ينتهي الأمر عند حدّ اعتبار المؤسّسة التعليمية في إسرائيل التربيةَ المدنيّة موضوعًا سياسيًّا، بل إنّ المفهوم السائد هو أنها تنافس التربية اليهودية – القيميّة. يُمكن القول بصلافةٍ، إنّ التربية للهويّة المدنية تشكل خطرا على التربية للهوية القومية، الصهيونية أو اليهودية. لهذه الأسباب يعاني جهاز التعليم في إسرائيل نقصًا كبيرًا في مجال التربية المدنية.

أحد الأمثلة البارزة على ذلك أُثير مؤخّرًا خلال مناقشات لجنة دوفرات للإصلاح التعليميّ. ناقشت اللجنة مسألة امتحانات البجروت التي سيتمّ ضمها ضمن الإطار الإلزاميّ، وكذلك أيّ من هذه الامتحانات ستصبح مواضيع خاضعة لاختيار المدارس. عمومًا، يؤيّد تقرير لجنة دوفرات توسيع التعليم المدني في إسرائيل. إلاّ أنّه غاب عن الاقتراح الأوليّ موضوع المدنيات ضمن جملة المواضيع الإلزامية. وبعد نضال جماهيري فقط اتّخِذ قرار بإضافة امتحان البجروت في المدنيات إلى جملة المواضيع الإلزامية.

(المزيد…)

الحق في المسكن والاقلية العربية في اسرائيل

آخر تحديث في تاريخ 25/04/2015

يتناول مقترح الفعاليات التالي أحد الحقوق الأساسية للغاية ـ الحق  في المسكن. فالبيت هو مكان للحياة الحميمة والأمن والخصوصية. وهو يشكل حيّزا للنمو والإبداع. إن الحاجة الإنسانية لمكان محمي وآمن، هي ربما من أكثر الحاجات الأساسية. لذلك من المفاجئ جدا الاكتشاف بأنه، خلافا لحقوق أخرى، تعتبر أهميتها أمرا مفهوما ضمنا، فإن التعبير “الحق بالمسكن” يلقى أحيانا رد الاستغراب والدهشة. لماذا يسهل أكثر قبول فكرة أن لكل إنسان الحق بحرية التنقل أو الحق بالتظاهر، فيما يصعب قبول الفكرة بأن له حق بالمسكن؟ لماذا يبدو لنا كأمر بديهي ومفهوم ضمنا أن على الدولة أن توفر التعليم لكل طفل، لكن ذلك ليس واضحا وضوح الشمس بأن على الدولة أن تهتم بتوفير سقف ومأوى لكل طفل؟ لماذا يسهل علينا أن نفهم أن الصحة هي حق وليست حاجة، وبالتالي يجب ضمان توفير العلاج الطبي والأدوية، أيضا، لمن لا يملك قرشا، لكنه يصعب أكثر علينا أن نفهم، أيضا، أن المسكن هو حق من حقوق الإنسان ـ وليس مجرد عقار ـ ولذلك يجب ضمان المأوى اللائق، أيضا، لمن لا يملك الحيلة ولا يستطيع أن ينهض بعبء وتكاليف المسكن في القطاع الخاص؟

تشمل الفعاليات المقترحة دروس ترتبط بإحقاق الحق في المسكن وبأهمية هذا الحق. وقد تم التركيز ولفت الانتباه على نحو خاص للمس بحق المسكن للاقلية العربية، وهو مسّ وانتهاك يتم على خلفية قومية. فعلى امتداد سنوات قيام الدولة، قامت إسرائيل بانتهاك حق المسكن للأقلية العربية. وسواء كان المقصود البدو في القرى غير المعترف بها في النقب، أم العرب في القدس الشرقية، أو سكان المثلث والجليل ـ فإن انتهاك حقوق المسكن يبرز للعيان على امتداد الخط الجغرافي لدولة إسرائيل .

يطرح انتهاك حقوق المسكن للمواطنين العرب في إسرائيل، بكل الحدة والخطورة     الأسئلة التالية :

  • هل، وكيف يتم تطبيق التمييز تجاه المواطنين العرب في إسرائيل في مجال توزيع الأراضي، البناء والمسكن؟
  • ما هي أسباب هذا التمييز؟
  • ما هو الثمن الحقيقي الذي يدفعه المواطنون العرب في إسرائيل نتيجة هذا التمييز؟
  • هل كون إسرائيل معرّفة كدولة يهودية – ديمقراطية يُلزمها بانتهاج التمييز ضد الأقلية العربية؟
  • ما هي البدائل التي يمكن اقتراحها للوضع القائم؟

لا يوجد شك بأن هذه أسئلة مشحونة تفضي إلى نقاشات سياسية حادة. على الرغم من البعد السياسي لهذا الموضوع فإنه من المهمّ التأكيد على حقوق الإنسان الواردة فيه، والتناقض بين هذه الحقوق. سيكون من السهل جدا على الطلاب أن يكرروا مواقف سياسية معروفة، وأحيانا أيضا طرح شعارات، لكن وظيفتنا كمربين ستكون أن نطلب منهم أن يواجهوا ويتعاملوا مع انتهاك الحق نفسه، ومع ظروف حياة المواطنين المتضررين جراء ذلك، ومع أسباب هذا الانتهاك ومدلولاته.

خلفية للمعلم:

فعاليات تربوية :

 

  • نذكركم/ن ايضا ان  قسم التربية يعقد ورشات عمل واستكمالات طويلة الأمد لغرف المعلّمين والهيئات التدريسيّة حول موضوع مواجهة العنصرية – ومعلجتها بطرق تربويّة. ادعونا إلى لقاء في مدرستكم لنعرض عليكم برنامجنا.

للتسجيل واللاطّلاع على آخر المستجدّات التربويّة في موقع قسم التربية “الورشة” اضغطوا هنا

الرجاء نشر هذه المعلومات في أوساط العاملين والعاملات في جهاز التربية والتعليم.

لمعلومات اضافية يمكنكم الاتصال مع خلود ادريس : kholod@acri.org.il

 

رخصة للعيش بكرامة- حقيبة تربوية

آخر تحديث في تاريخ

تحية للمربيات والمربين

رخصة للعيش بكرامة

رخصة للعيش بكرامة

رخصة للعيش بكرامة” هي من الحقائب التربوية الهامة  التي تم تطويرها في قسم التربية في جمعية حقوق المواطن في الفترة الأخيرة. في أساس الحقيبة الحقّ في المسكن في إسرائيل من خلال التأكيد على التمييز المعتمد ضد المواطنين العرب في إسرائيل.

تتضمن الحقيبة مواد تربوية متنوعة وفيلما قصيرا أنتجته الجمعية، ويشكّل أداة عمل تربوية هامة في موضوع حقوق الإنسان بشكل عام، والحق في المسكن بشكل خاص ـ في المدارس وحركات الشبيبة ومنظمات المجتمع المدني وفي كل مكان. كلي أمل أن تشجّع هذه الحقيبة المربيات والمربين والمرشدات والمرشدين وكل شخص يعمل بالتربية، على أخذ دور أكثر فعال في التربية لحقوق الإنسان والديمقراطية. ويبدو لي أن الأمر ضروري بشكل خاص في هذه المرحلة التي تشهد خطرا جديا على الأسس الديمقراطية في الدولة.

بودّي في هذه المناسبة أن أشكر كل مَن أسهم في تطوير المضامين وإنتاج المواد التربوية والفيلم. شكري الخاص لعوديد تسيبوري الذي ركّز مشروع تطوير الحقيبة ولآلاء يوسف التي ركّزت إنتاج فيلم الفيديو “رخصة للعيش بكرامة”، لخلود إدريس التي ركّزت العمل على الرزمة باللغة العربية، ولأييلت غوندر التي كتبت غالبية الفعاليات ولسلمان نصر ونداء خليلية ـ خطيب اللذين شاركا في كتابة وتطوير الفعاليات حول الفيلم، ولنوغة عيني التي أخذت دورا في اجتماعات لجنة توجيه المشروع.

(المزيد…)

ضائقة المسكن في المجتمع العربيّ في إسرائيل

آخر تحديث في تاريخ

المحامي عوني بنا

نسخة للطباعة (PDF)

منزل عائلة أبو عيد في اللد. كانون أول 2010، تصوير طال نيتسان

منزل عائلة أبو عيد في اللد. كانون أول 2010، تصوير طال نيتسان

يعاني الجمهور العربيّ في إسرائيل من ضائقة خانقة وقاسية في مجال السكن. هذه الضائقة تحمل مميّزات وخصائص متفرّدة. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السكن الذي يطال عموم الجمهور في إسرائيل، تشكّل الضائقة في صفوف الجمهور العربيّ محصّلة مباشرة للتمييز على امتداد سنين طويلة في مجالات الأرض والتّخطيط وتخصيص موارد السكن. وضَعَ هذا التمييزُ المتواصل المواطنين العربَ أمام بدائل إسكان محدودة للغاية (بل غائبة -في بعض الأحيان)، داخل المدن والقرى العربيّة والأحياء العربيّة في المدن المختلطة، وكذلك خارجها.

التمييز والضائقة هما من الحقائق الراسخة التي اعترفت بوجودها – في ما اعترفت- هيئات رسميّة. من تلك الهيئات لجنة أور التي أوصت بأن تخصَّص للجمهور العربيّ “أراضٍ بحسب مبادئ وسياسات متساوية، كما للقطاعات الأخرى”. وقد تناولت المحكمة العليا هذه المسألةَ في العديد من القضايا (كقضيّة عائلة قعدان)، وحدّدت واجبَ تبنّي مبدأ المساواة بين اليهود والعرب في مسألة تخصيص الأراضي المُعَدّة للسكن.

في هذا التقرير المقتضب، سنستعرض مميّزات وبيانات ضائقة السكن في المجتمع العربيّ، وسنتطرق في عجالة إلى لخطوات المطلوبة لحلّها.

مميّزات الضائقة

شُحٌّ في الأراضي، ومناطق نفوذ مقلّصة:

بدأت المصادرة المكثّفة والمتواترة للأراضي التي يمتلكها العرب مع إقامة دولة إسرائيل، لكنّها شهدت تصعيدًا في خمسينيّات القرن الماضي وستّينيّاته، وكانت النتيجة النقص الخطير في الأراضي المُعَدّة لبناء المساكن في المدن والقرى العربيّة، وأفْضت إلى تقليص حادّ في مناطق نفوذ البلدات العربيّة. وهكذا- على سبيل المثال:

على الرغم من وتيرة النموّ السريعة للجمهور العربيّ (الذي تضاعف بسبع مرّات منذ العام 1948) فقد تقلّص احتياطيّ أراضي هذه الشريحة السكّانيّة بنحو النصف؛

منذ قيام دولة إسرائيل، لم تُنشأ حتّى مدينة أو قرية عربيّة واحدة (باستثناء البلدات التي أقيمت في النقب لغرض تجميع البدو فيها، والاستيلاء على أراضيهم)، وذلك مقابل نحو ألف مدينة وقرية يهوديّة أقيمت منذ ذلك الحين؛

نسبة المواطنين العرب تبلغ 20% من مجموع السكّان في إسرائيل ، لكنّ مساحة مناطق نفوذ السلطات المحلّـيّة العربيّة مجتمِعة (التي تسكن غالبيّة المواطنين العرب فيها) لا تصل اليوم إلى 3% من مساحة دولة إسرائيل؛

تصل مساحة منطقة نفوذ مدينة الناصرة بسكّانها الـ 75,000 إلى نحو14,000 دونم. في المقابل، أقيمت مدينة نتسرات عيليت المتاخمة على أراضي الناصرة والقرى المجاورة، ويبلغ تعداد سكّانها 52,000 نسمة، وتمتدّ مساحة منطقة نفوذها إلى 35,000 دونم؛

منذ العام 1948، صودر 70% من أراضي قرية عين ماهل لصالح تطوير نتسرات عيليت وإقامة أحياء جديدة فيها (تقلّصت مساحة القرية من16,000 دونمفي العام 1948 إلى4,000 دونمفي هذه الأيّام)؛

تقلّصت مساحة مدينة سخنين منذ إقامة دولة إسرائيل، لتصل إلى ما لا يزيد عن 15% من مساحتها إبّان حقبة الانتداب البريطانيّ (من70,000 دونمفي تلك الفترة إلى أقلّ من10,000 دونمفي أيّامنا هذه).

بينما تتقلّص مجالات ومساحات مناطق النفوذ، تشهد المدن والقرى العربيّة مزيدًا من الاكتظاظ: منذ إقامة الدولة ارتفعت نسبة الاكتظاظ السكّانيّ في هذه البلدات 11 مرّة. على سبيل المثال، يبلغ الاكتظاظ السكّانيّ في سخنين 191 مترًا مربّعًا للنسمة، بينما يبلغ في كرميئيل 524 مترًا مربّعًا للنسمة الواحدة.

غياب الخرائط الهيكليّة المحدَّثة

تفتقد غالبيّة المدن والقرى العربيّة إلى خرائط هيكليّة محدَّثة، تلك التي تنظّم البناء القانونيّ، وتمكّن من إنشاء مبانٍ سكنيّة بحسب الاحتياجات المتزايدة. المساحات المُعَدّة للسكن في الخرائط الهيكليّة الأصليّة لجميع المدن والقرى العربيّة لم تتغيّر منذ المصادقة على الخرائط قبل عشرات السنين. واستنادًا إلى بحث أجْرته جمعيّة الجليل، صودق على 42% من الخرائط الهيكليّة للبلدات العربيّة في الفترة الواقعة بين بداية الستينيّات ونهاية الثمانينيّات، ولم يصادَق إلاّ على 18% منها في الفترة الواقعة بين العامين 2000 وَ 2006. لم يجْرِ تحديث غالبيّة الخرائط منذ المصادقة عليها على الرغم من التزايد المتواتر في احتياجات السكن داخل البلدات العربيّة. إجراءات تحديث وتغيير الخارطة الهيكليّة لبلدة عربيّة تستغرق سنين عديدة، ممّا يعني أنّ التغييرات والتحديثات في الخرائط لا تغلق أبدًا فجوة تنامي الاحتياجات. ينسحب هذا الأمر على الأحياء العربيّة في المدن المختلطة كذلك، إذ يغيب التخطيط تمامًا عن أحياء كاملة في اللدّ والرملة. على سبيل المثال، نذكر حيّ كرم التفّاح في اللدّ الذي يسكن فيه نحو ألف نسمة في ظروف سكنيّة واكتظاظ شديدين، ويعاني تجاهل البلديّة له تجاهلاً تامًّا. تُعِدّ الخارطة التوجيهيّة للمدينة مساحات الحيّ – في ما تُعِدّ- للسكن، وتشترط البناء والتطوير بإعداد خارطة مفصّلة للحيّ. وعلى العكس من الأحياء اليهوديّة في المدينة، لم تُعَدّ خارطة كهذه خلال عشرين عامًا خلت.

وبسبب غياب الخرائط الهيكليّة، أو وجود خرائط غير محدَّثة لا تلبّي الاحتياجات، لا يتمكّن سكّان المدن والقرى العربيّة والأحياء العربيّة في المدن المختلطة من الحصول على تراخيص للبناء القانونيّ. في غياب الخيارات الأخرى، يرغَم الكثير من المواطنين العرب على بناء بيوتهم دون ترخيص، والعيش في تخوّف دائم ممّا قد يترتّب عن ذلك (راجعوا -لاحقًا- هدم البيوت).

 

غياب التمثيل في مؤسّسات التخطيط ومَحاور صنع القرار:

يغيب التمثيل اللائق للجمهور العربيّ والسلطات المحلّـيّة العربيّة عن مؤسّسات التخطيط المختلفة وعن الأجسام المسؤولة قانونيًّا عن إدارة الأراضي في دولة إسرائيل. على سبيل المثال، لا تضمّ التركيبة الحاليّة لمجلس إدارة دائرة أراضي إسرائيل (وهي الدائرة المسؤولة عن تحديد سياسة الأراضي في دولة إسرائيل) أيّ مندوب عربيّ على الإطلاق، على الرغم من تمثيل الكثير من المنظّمات الصهيونيّة في هذه الأجسام، كالكيرن كييمت التي تمارس سياسة معلنة تستخدم بموجبها الأراضي التي بحوزتها (نحو 13% من الأراضي في إسرائيل والتي تديرها الدولة) لصالح اليهود دون سواهم.

جرى إقصاء المواطنين العرب، على نحوٍ منهجيّ، عن مَحاور صنع القرارات المتعلّقة بحجم الأراضي التي تقع تحت سيطرتهم وتخضع لاستخداماتهم. على هذا النحو يُحرَم العرب من حقّ المشارَكة في عمليّة صنع القرار حول حجم المدن والقرى العربيّة وموقعها وتطويرها، وحول المساحات المُعَدّة للسكن وحدودها، وحول التطوير المدينيّ، وهي أمور تؤثّر تأثيرًا مباشرًا على ظروف معيشتهم.

 

غياب الاعتراف بعشرات القرى البدويّة في مسائل الحكم المحلّـيّ والتخطيط:

تواصل دولة إسرائيل رفضها الاعتراف بعشرات القرى البدويّة في النقب، وغالبيّتها كانت قائمة قبل إقامة هذه الدولة، ويعيش فيها اليوم ما يربو على 80,000 مواطن عربيّ. الخرائط الهيكليّة لمنطقة الجنوب تجاهلت تجاهلاً تامًّا وجود هذه القرى والاحتياجات السكنيّة لسكّانها الذين يرزحون على نحو دائم تحت طائلة خطر التهجير وهدم البيوت. بعض هذه البلدات التي تمكّنت في السنوات الأخيرة من نيل الاعتراف تفتقر إلى الخدمات الأساسيّة والخرائط الهيكليّة للبناء المُعَدّ لأغراض السكن.

بالإضافة إلى ذلك، لا تعترف دولة إسرائيل بحقوق ملْكيّة السكّان البدو على أراضٍ كانت بملْكيّتهم قبل العام 1948 بعشرات ومئات السنين.

 

غياب برامج اسكان حكوميّة وغياب الاستثمار في البنى التحتيّة والخدمات:

تجاهلت برامج الإسكان الحكوميّة – بما في ذلك البناء الشعبيّ والمكافآت الاقتصاديّة (مِنَح الإسكان، وقروض الإسكان، والمكافآت الممنوحة للأزواج الشابّة، وما شابه)- تجاهلت لسنين طويلة المدنَ والقرى العربيّة والمواطنين العرب. الكثير من مناقصات توزيع الأراضي المُعَدّة للسكن أُخضعت لاشتراطات عديدة أَقصت البلدات العربيّة والمواطنين العرب (نحو شرط الخدمة العسكريّة). مناقصات الأراضي التي تقع ضمن ملْكيّة الكيرن كييمت (والتي -كما ذكر آنفًا- تديرها الدولة) أُعِدّت طَوال سنين للمواطنين اليهود دون سواهم.

ومن دراسة أعدّها المركز العربيّ للتخطيط البديل، يُستشَفّ أنّ دائرة أراضي إسرائيل لم ترصد في العام 2008 للجمهور العربيّ سوى 9% من القسائم، وهي نسبة ضئيلة لا تتلاءم مع احتياجات هذه الشريحة السكّانيّة من المسكن.

هذه السياسة التمييزيّة (إلى جوار الإهمال المُمنهَج في الاستثمار في الهياكل التحتيّة والخدمات العامّة في المدن والقرى العربيّة) أدّت إلى تفاقم الوضع، وحوّلت غالبيّة البلدات العربيّ إلى بؤر فقر وضائقة. تشير بيانات دائرة الإحصاء المركزيّة على نحو متواصل وقاطع أنّ المدن والقرى العربيّة هي الأكثر فقرًا وضعفًا في إسرائيل في المَنْحَيَيْن الاقتصاديّ والاجتماعيّ، وما من شكّ في وجود علاقة وثيقة بين النقصِ في الأراضي المُعَدّة للبناء في هذه البلدات وحالتِها الاقتصاديّة المتردّية.

 

العنصريّة والتشريعات التمييزيّة

العنصريّة والتمييز يطاردان المواطن العربيّ عندما يشرع في البحث عن حلول سكنيّة خارج المدن والقرى العربيّة:

مشاريع إسكانيّة (لا سيّما في المدينتين المختلطتين الرملة واللدّ) مُعَدّة لخرّيجي الجيش والعساكر المسرَّحين؛

في الآونة الأخيرة، نشهد محاولات إبعاد المواطنين العرب عن البلدات الجماهيريّة من خلال شروط إقصائيّة (كاشتراط السكن فيها بتبنّي قيم صهيونيّة أو منح الأفضليّة لخرّيجي الجيش)؛

قانون لجان القبول الذي صودق عليه قبل بضعة شهور يمسّ بخيارات السكن لدى المواطنين العرب ويُقَوْنِن سياسةَ إقصائهم عن بلدات معيّنة في النقب والجليل بسبب ما عرّف كـَ “غياب الملاءَمة الاجتماعيّة”.

العنصريّة المتفاقمة في المجتمع الإسرائيليّ تصبّ الزيت على نار ضائقة السكن في صفوف المواطنين العرب، وتُقلِّص أكثر فأكثر من خيارات السكن المتوافرة لصالحهم. في هذا السياق، نشير إلى العنف والتهديدات التي يواجهها العرب في المدن اليهوديّة والدعوات المتكرّرة التي يطلقها عدد من الحاخامات (وجهات أخرى) للامتناع عن تأجير الشقق للعرب وعن بيعها لهم.

 

هدم المنازل:

التمييز وانعدام التخطيط وعدم الاعتراف بالبلدات أرغم الكثير من المواطنين العرب على التوجّه نحو بناء بيوت غير مرخَّصة بغية ممارسة حقّهم الأساسيّ في توفير سقف يؤويهم. لا تنبع هذه الخطوة من استهتار بالقانون، أو من رغبة في انتهاك قوانين دولة إسرائيل، بل من ضائقة حقيقيّة وغياب بدائل سكنيّة أخرى. المسؤوليّة عن جزء كبير من هذا النوع من البناء تقع على كاهل دولة إسرائيل التي لم توفّر طَوال سنين عديدة قاعدة تخطيطيّة للبناء المرخّص كما تقتضي الاحتياجات، وتجاهلت وجود بلدات كاملة، وأهملت الجمهور العربيّ في كلّ ما يتعلّق بتخصيص موارد الأرض والسكن المختلفة.

وبدل التركيز على معالجة مسبِّبات وعوامل البناء غير المرخّص، توسّع الدولة في السنوات الأخيرة تطبيقَ سياسة هدم البيوت في المدن والقرى العربيّة، وفي الأحياء العربيّة في المدن المختلطة وفي القرى العربيّة البدويّة، بما في ذلك القرى التي انتزَعت الاعتراف لكنّها لم تحْظَ بعد بخرائط هيكليّة. هذه السياسة تضفي مزيدًا من التعقيد، وتزيد من الضائقة.

 

مَطالب وحلول

  • طبيعة ومسبّبات ضائقة السكن في صفوف الجمهور العربيّ تستوجب طرح حلول خاصّة، وتستلزم تجنّدًا من قبل الحكومة وأذرعها ووزاراتها المختلفة:
  • الحكومة مطالَبة – بادئ ذي بدء- بالتوقّف عن سياسة هدم المنازل في المدن والقرى العربيّة، والأحياء العربيّة في المدن المختلطة، وفي القرى العربيّة البدويّة في النقب.
  • يجب على دولة إسرائيل الاعتراف بعمق الضائقة واتّساعها وبمسؤوليّتها عن تولّدها، والعمل عن كثب على ممارسة واجباتها القانونيّة في توفير إطار تخطيطيّ وذاك المتعلّق بالأراضي لصالح الجمهور العربيّ، والذي يوفّر إمكانيّة البناء المنظّم والقانونيّ أسوة بسائر الفئات السكّانيّة.

ثمّة ضرورة لانتهاج سياسة العدل التوزيعيّ الذي سيدفع نحو تدعيم مساواة المواطنين العرب في تخصيص الموارد في مجالات البناء والأراضي والتخطيط. بغية إغلاق الفجوات الشاسعة بين اليهود والعرب في هذه المجالات (والتي تولّدت عبر سنين طويلة من التمييز والغبن والظلم)، ثمّة حاجة إلى تطبيق سياسة عدل توزيعيّ مصحِّحة.

  • توسيع حيّز الأرض وحيّز التخطيط الواقع تحت تصرّف واستخدام المدن والقرى العربيّة لا يشكّل خطوة تستجيب على نحو فوريّ لاحتياجات السكّان العرب والبلدات العربيّة فحسب ، بل تساعد كذلك على الدفع قُدُمًا بمساواة الجمهور العربيّ.
  • تحديث وَ/أو إعداد خرائط هيكليّة تلبّي الاحتياجات السكنيّة للبلدات العربيّة والأحياء العربيّة في المدن المختلطة، وذلك خلال فترات زمنيّة وجيزة ومحدَّدة ومعقولة، وفي إطار إجراء تخطيطيّ عاجل، والعثور كذلك على حلول إسكانيّة في المرحلة البينيّة إلى حين استكمال الإجراء التخطيطيّ؛
  • الاعتراف بجميع القرى العربيّة البدويّة غير المعترف بها وتسوية أمورها من ناحيتي الحكم المحلّيّ والتخطيط وإعداد الخرائط الهيكليّة التي تراعي – في ما تراعي- البناءَ القائم في القرى منذ عشرات السنين؛ والاعتراف بحقوق الملْكيّة التاريخيّة للبدو على أراضيهم في النقب؛
  • ضمان التمثيل اللائق للسكّان العرب في مؤسّسات التخطيط، وفي مجلس إدارة دائرة أراضي إسرائيل، وفي الأجسام العامّة المسؤولة عن تحديد سياسات الأرض والتخطيط لدولة إسرائيل.
  • دمج المواطنين العرب في برامج المساعدة الحكوميّة في مجال السكن، بما في ذلك برامج ومشاريع للبناء الشعبيّ في البلدات العربيّة؛ والاستثمار في الهياكل التحتيّة والخدمات داخل هذه البلدات؛ ورصد متساوٍ للموارد بحسب الاحتياجات ومدى الحاجة لتسهيلات حكوميّة ومنحٍ ومكافآت اقتصاديّة في مجال الإسكان.